لندن – خاص 

تشهد الساحة العراقية في الأسابيع الأخيرة موجة احتجاجات متصاعدة، تزامنت مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، حملت في مضمونها رفضًا واضحًا لتدخل النظام الإيراني داخل العراق.

هذه التظاهرات، التي انتشرت في عدد من المدن العراقية من الجنوب إلى بغداد، تعكس مزاجًا شعبيًا غاضبًا من استمرار التدخل الخارجي.

إن التوقيت الذي تأتي فيه هذه التظاهرات ـ قبل أسابيع من الانتخابات ـ يعكس إدراكًا شعبيًا متزايدًا بأن أي عملية ديمقراطية لا يمكن أن تكون نزيهة في ظل استمرار التدخل الخارجي. غير أن جوهر الرسالة العراقية يتجاوز الظرف الانتخابي؛ فالمطلب المركزي اليوم يتمثل في إنهاء دائم وشامل للتغلغل الإيراني في الشأن الداخلي، وضمان استقلال القرار السياسي العراقي بعيدًا عن وصاية الحرس الثوري وأذرعه.

ختامًا، يمكن القول إن المشهد العراقي يقف أمام لحظة فارقة؛ فإما أن يتمكن العراقيون من استعادة سيادتهم عبر صناديق الاقتراع وتماسك مؤسساتهم الوطنية، أو تستمر الدائرة المفرغة من الخضوع والتبعية التي عطّلت بناء الدولة منذ عام 2003. والرسالة القادمة من الشارع العراقي واضحة: العراق للعراقيين، والسيادة لا تُجزّأ ولا تُستعار.