طائرة مسيرة تهدد التهدئة الهشة شمال العراق
2025/07/30
 
61

رصدت عدد من الصحف الصادرة في لندن اليوم ما وصفته بأنه تطور أمني يهدد حالة الهدوء الحذر في شمال العراق، حيث أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان عن سقوط طائرة مسيّرة مفخخة، صباح الأربعاء، قرب قرية دووگردكان التابعة لقضاء مخمور في محافظة أربيل. 

ورغم أن الطائرة لم تنفجر، فإن الحادث أثار تساؤلات جدية حول خلفياته وتوقيته، في ظل سياق إقليمي بالغ الحساسية.

الواقعة تأتي بعد أيام فقط من زيارة قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى العراق، والتي التقى خلالها بعدد من قادة الفصائل المسلحة المرتبطة بطهران. 

وبحسب ما تسرّب من أجواء اللقاءات، فقد طلب قاآني من تلك الفصائل التوقف عن تنفيذ هجمات بالطائرات المسيّرة، خصوصًا على المواقع المرتبطة بالقوات الأجنبية، ضمن محاولة لاحتواء التصعيد وضبط الإيقاع الأمني في المرحلة الراهنة.

ويقول مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن أن حادث الطائرة المسيّرة يثير تساؤلات بشأن مدى التزام تلك الفصائل بتوجيهات قاآني، وهل ما زالت ترى في أوامره مرجعية عليا، أم أن بعضها بدأ بالتحرك وفق أجندات مستقلة أو متقاطعة مع مصالح أخرى؟ كما يطرح الحادث علامات استفهام حول قدرة طهران فعليًا على فرض الانضباط على حلفائها في العراق، وسط شبكة معقدة من الولاءات والانقسامات الميدانية.

في المقابل، والحديث للمركز ، يرى بعض المحللين أن زيارة قاآني كانت في حد ذاتها خطوة تكتيكية تهدف إلى تهدئة الضغوط الدولية على إيران، في حين أن سياسة طهران الفعلية على الأرض لا تزال قائمة على استخدام أدوات غير مباشرة لتقويض الاستقرار في العراق، واستمرار توجيه الرسائل عبر وكلائها المسلحين.

وتزداد دلالات الحادث تعقيدًا بالنظر إلى الموقع الجغرافي للحادث، إذ يُعد قضاء مخمور منطقة استراتيجية تتقاطع فيها مصالح الأمن الكردي، وتحركات الفصائل المسلحة، وخلايا تنظيم داعش. ما يعني أن الطائرة المسيّرة، وإن لم تنفجر، كانت رسالة بحد ذاتها، وربما مؤشرًا على مرحلة جديدة من التحدي الميداني.

في ضوء ذلك، قد يكون العراق مقبلًا على اختبار حقيقي لنفوذ إيران داخل أراضيه، ومدى قدرة طهران على ضبط تصرفات الفصائل التي طالما اعتمدت عليها كأذرع نفوذ، لكنها اليوم تبدو أكثر استقلالية... وربما أقل طاعة.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟