منها إيران ودول أخرى.. تحولات في الموقف العراقي تثير انتباه بعض من الأطراف الإقليمية
2025/07/02
 
54

بغداد – تواجه إيران مخاوف جدية من تراجع نفوذها في العراق، وسط تراجع قوة محورها الإقليمي وتراجع أداء أذرعها المحلية، وازدياد الضغوط الأميركية على بغداد لفصل علاقاتها السياسية والأمنية والاقتصادية عن طهران، لا سيما في قطاع الطاقة. 

وفي تقرير نشرته صحيفة العرب الدولية قالت الصحيفة إن بغداد تشهد توجهات جديدة تركز على سياسة النأي بالنفس وفتح أبواب التعاون مع قوى إقليمية أخرى منافسة.

القيادة الإيرانية  ، والحديث للصحيفة، تراقب عن كثب التغيرات في العراق، حيث باتت تركيا منافساً جدياً لها على الساحة العراقية، إلى جانب تصاعد الضغوط الأميركية التي تسعى لتقليص النفوذ الإيراني عبر الضغط على الفصائل المسلحة التي لطالما شكلت عمود دعم طهران في العراق.

في هذا الصدد قالت ورقة بحثية طرحها مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن إلي أن مواقف رئيس الوزراء السوداني وفريقه الحكومي تُظهِر علامات واضحة على تبني سياسة أكثر استقلالية، تُبعد العراق عن صراعات المنطقة المفتوحة، مع تعزيز علاقات مع قوى إقليمية بديلة بعيداً عن إيران. وقد انعكس ذلك في تحجيم الدور التقليدي للفصائل المدعومة إيرانياً، خصوصاً مع مراقبة واشنطن المتزايدة وتهديداتها بضرب هذه الجماعات كما حدث مع حزب الله اللبناني.

في ظل هذه المعطيات، يسعى السوداني إلى ولاية ثانية عبر الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر 2025، معتمداً على خطاب سيادي يركز على حماية مصالح العراق وتقليص النفوذ الخارجي، خاصة الإيراني، وهو ما يلقى قبولاً واسعاً بين ناخبين متزايدين يرون في نفوذ طهران تهديداً للاستقرار الوطني.

ومن المتوقع أن يكون السوداني أكثر صلابة في ولايته الثانية، إذا ما فاز بها، في مواجهة أذرع إيران التي تشارك حالياً في الحكم عبر الإطار التنسيقي. وهو تحدٍّ كبير نظراً لأن هذه الأذرع تشكل دعامة أساسية لحكومته.

وتضيف الورقة إن الضغوط الأميركية المتزايدة تأتي ضمن حملة تهدف إلى كبح جماح الفصائل المسلّحة، عبر إجراءات مثل عرقلة صرف رواتب عناصر الحشد الشعبي، حيث حملت الحكومة العراقية الولايات المتحدة مسؤولية تأخير صرف الرواتب بسبب وقف الدفع من خلال نظام "كي كارد" وتهديد مصرف الرافدين بعقوبات.

وبعد الضربات التي وجهتها إسرائيل والولايات المتحدة لقدرات إيران النووية والعسكرية، وتراجع دور حزب الله اللبناني كذراع إيراني في المنطقة، تستمر واشنطن في سياساتها لتقويض النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة عبر مراقبة التمويل والتحويلات المالية وفرض قيود مشددة على العمليات المصرفية بالتعاون مع البنك المركزي العراقي.

وتوضح الورقة إن الضغوط الأميركية تركز أيضاً على قطاع الطاقة، حيث تحاول واشنطن تقليل اعتماد العراق على الغاز والكهرباء الإيرانيين، اللذين تُستخدم إمداداتهما كأداة ضغط من قبل طهران.

ورغم أن حكومة السوداني أعلنت نيتها تطوير قدرات وطنية في مجال الطاقة، لا تزال العراق تعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني، وسط خسائر متكررة في القدرة التوليدية نتيجة انخفاض كميات الغاز المستوردة من إيران، خاصة خلال موجات الحر الشديدة التي تضرب البلاد.

وعرضت الورقة تصريحات أحد مسؤولي وزارة الكهرباء والذي قال إن كميات الغاز الإيراني انخفضت إلى أقل من نصف ما هو متعاقد عليه، ما أدى إلى توقف عدة محطات توليد عن العمل. وفي ظل هذه الظروف، تحاول الحكومة تأمين وقود بديل، رغم كفاءته الأقل مقارنة بالغاز الطبيعي.

عموما يمر العراق في مرحلة حرجة بين ضرورة الحفاظ على استقراره الوطني وتطلعاته السيادية، وبين الضغوط الأميركية المتزايدة للحد من النفوذ الإيراني، الذي ظل لعقود يشكل رابطاً قوياً بين بغداد وطهران، ما يجعل مهمة تقليص هذا النفوذ معقدة وحساسة.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟