
شهد العراق خلال الأيام الأخيرة انقطاعًا واسعًا للكهرباء أثر على ملايين المواطنين في مختلف المحافظات، في الوقت الذي حاولت فيه إيران تصوير الأمر على أنه جزء من مساعداتها للعراق خلال زيارة الأربعين المليونية.
كشف مسؤولون عراقيون لقناة السومرية ، أن بغداد طلبت زيادة حصتها من الغاز والكهرباء من طهران لضمان استقرار الطاقة خلال موسم الزيارة، إذ تعتبر الطاقة المستقرة ضرورة أساسية لتأمين الحشود الضخمة وإدارة الخدمات الحيوية. من جانبها، أعلنت إيران أنها زادت صادرات الغاز للعراق، إلا أن ست محطات طاقة رئيسية انهارت خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى فقدان نحو 6000 ميغاواط من الكهرباء، وأغرق ملايين العراقيين في ظلام كامل، وأثر بشكل مباشر على المستشفيات والمرافق الحيوية والخدمات العامة.
ويطرح هذا الوضع تساؤلات كبيرة حول دور إيران في قطاع الطاقة العراقي. فالعديد من المراقبين السياسيين والاقتصاديين يشيرون إلى أن طهران تستخدم الطاقة كسلاح للهيمنة على بغداد، مستغلة حاجة العراق الكبيرة لضمان استمرار السيطرة على القرارات الحيوية في هذا القطاع. فبينما تدّعي تقديم المساعدة، فإنها تضمن عمليًا إبقاء العراق في حالة اعتماد جزئي على الدعم الإيراني، ما يعيق تحقيق استقلاله الكامل.
ويقول مركز رصد للدراسات في لندن في ورقة تقديد موقف له أن هذه الأزمة تكشف هشاشة البنية التحتية للطاقة في العراق، وضرورة تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز والكهرباء الإيرانية، لتجنب الانقطاعات المستقبلية التي قد تتحول إلى أزمات سياسية واجتماعية واسعة.