لندن - خاص

يعيش العراق حالة من القلق والتوجس الشديدين جراء التصعيد المستمر في الحرب بين إيران وإسرائيل، ورغم التوصل لقرار بشأن وقف أطلاق النار يرى الكثير من العراقيين أن هذه الحرب ليست مجرد صراع إقليمي، بل تمثل تهديدًا مباشرًا لأمنهم واستقرار بلدهم. بالنسبة لهم،

وقد شهد العراق تصعيداً أمنياً خلال الساعات الماضية تمثل في هجمات بطائرات مسيرة استهدفت عدداً من المواقع العسكرية والقواعد التابعة لقوات الأمن العراقية. 

هذه الهجمات التي تسببت بأضرار كبيرة في نظامي رادار تابعين للجيش العراقي، تعكس تصاعد التوترات في المنطقة وتأثيراتها المباشرة على الاستقرار الداخلي للبلاد.

تأتي هذه التطورات في وقت يمر فيه العراق بمرحلة دقيقة من إعادة بناء مؤسساته الأمنية والعسكرية. الهجمات الجوية، التي غالباً ما تُنسب إلى جهات مسلحة إقليمية أو دولية، تؤكد أن العراق ما زال مسرحاً للصراعات الإقليمية، مما يعرقل جهود الحكومة في فرض الأمن والسيطرة على كامل أراضيها.

الأضرار التي لحقت بأنظمة الرادار تمثل خسارة فنية واستراتيجية، حيث تعد هذه الأنظمة العمود الفقري لأي دفاع جوي فعال، وتعتمد عليها القوات العراقية لمراقبة الأجواء وحماية المنشآت الحيوية. تعطيل هذه القدرات يفتح الباب أمام المزيد من الهجمات، ويضعف جاهزية الجيش في التصدي لأي تهديدات مستقبلية، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار ويعرض المدنيين والممتلكات للخطر.

ويشير مركز رصد للدراسات الاستراتيجية إلى أن هذه الهجمات تأتي في سياق تنافس إقليمي محتدم بين قوى مختلفة تحاول استخدام الأراضي العراقية كساحة نفوذ للصراع، خاصة بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها. 

وتوضح الورقة أن هناك جهات مسلحة تحاول إثبات وجودها ونفوذها، ما يضاعف من معاناة العراق.

وتخرج الورقة بتوصية مفادها آنه يجب على الحكومة العراقية تعزيز إجراءات الأمن، والتركيز على تطوير قدرات القوات المسلحة والتنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لمواجهة هذه التحديات. كما يجب أن تستمر في العمل على تهدئة الأوضاع عبر الحوار السياسي والحد من التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد المشهد.

وتوضح الورقة إن استمرار هذه الهجمات يؤكد أن العراق لا يزال يواجه مخاطر جمة تهدد وحدته وأمنه القومي، ويتطلب ذلك استجابة حاسمة من القيادة السياسية والعسكرية لضمان استقرار البلاد وتحقيق طموحات شعبه في الأمن والتنمية. مواجهة هذا التصعيد بنجاح هو اختبار حقيقي لقدرة العراق على حماية سيادته والحفاظ على أمن مواطنيه في ظل بيئة إقليمية معقدة ومتغيرة.