العراق في قلب العاصفة العسكرية مع التصعيد العسكري الإسرائيلي الايراني
2025/06/16
 
65



تُلقي تداعيات المواجهة العسكرية المحتدمة بين إيران وإسرائيل بظلالها الثقيلة على الساحة العراقية، لتضع البلاد في لحظة اختبار معقد، تتشابك فيها خيوط الداخل العراقي، بين موقف رسمي يحاول بجد النأي بالنفس، وتحذيرات صريحة من فصائل مسلحة موالية لإيران بشن هجمات على المصالح الأميركية، ما يضع العراق على خط تماس مباشر وسط رياح عاصفة تهب على المنطقة.
ويجد العراق نفسه على خط تماس مباشر، بين التزاماته كدولة ذات سيادة، وضغوط الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وبين المساعي الدولية لتهدئة الأوضاع.
وتقول صحيفة العرب في تقرير له إلى خطورة هذه الأزمة ، وتقول أن  الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق باتت تمثل بالفعل أزمة ، وهي الأزمة التي تعكس قلقا غربيا متناميا من تحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، كما أنه دعوة ضمنية للعراق لفرض سيادته ومنع هذه المجموعات من التصرف خارج إطار الدولة، وهي رسالة لا تخلو من التحدي في ظل النفوذ الإيراني، والحديث للصحيفة.
وفي سياق متصل بالتوترات الإقليمية، تمكنت منظومة الدفاع الجوي للقنصلية الأميركية، ليلة الأحد، من إسقاط طائرة مسيرة في سماء أربيل.
وهددت كتائب حزب الله في العراق، الأحد، باستهداف المصالح والقواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكريا في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، مطالبة في الوقت ذاته بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد.
وانضمت جماعة عصائب أهل الحق التي يقودها قيس الخزعلي إلى دعوة الكتائب، حيث حذر الناطق العسكري باسمها، الحاج جواد الطليباوي، الأحد، الولايات المتحدة من مغبّة المشاركة في أي عدوان إلى جانب إسرائيل ضد إيران، أو استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.
تعكس هذه التهديدات مدى النفوذ الإيراني على بعض الفصائل المسلحة في العراق، وقدرتها على تحويل الأراضي العراقية إلى منصة لشن هجمات، مما يزيد من تعقيد الموقف الحكومي الذي يحاول النأي بنفسه.
وتُعد السفارة الأميركية في بغداد، من أهم الأهداف الرئيسية للفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، وقد تعرضت في السنوات الماضية لهجمات عدة ومحاولات اقتحام، وكانت واشنطن قد عينت أخيرا، ستيفن فاغن، قائما بأعمال السفارة في أول إجراء من نوعه، بعد عدّة أشهر من شغور المنصب، وتأخر تسمية الولايات المتحدة سفيرا جديدا، بدلا من إلينا رومانوكسي، التي غادرت منصبها منذ نهاية العام الماضي.
وعلى الصعيد الأمني الداخلي، كشف مصدر أمني في نينوى لوكالة شفق نيوز، اليوم الاثنين، عن تنفيذ القوات الأمنية العراقية إجراءات مشددة في المناطق الصحراوية الغربية من المحافظة، ضمن خطة استباقية تهدف إلى منع فصائل مسلحة من تنفيذ هجمات صاروخية.
وتؤكد هذه التحركات الأمنية العراقية خشية بغداد من استخدام أراضيها لشن هجمات، سواء ضد المصالح الإسرائيلية أو الأميركية. وهذا يعكس التوازن الدقيق الذي تحاول الحكومة العراقية الحفاظ عليه، بين مواجهة نفوذ الفصائل وحماية سيادتها.
وقال المصدر إن "القوات الأمنية، وبتوجيهات من القيادات العليا، رفعت حالة الإنذار إلى المستوى (ج)، وهو الأعلى، وبدأت بعمليات انتشار ميداني شملت نصب كمائن وإجراء دوريات مكثفة في مناطق الجزيرة والصحراء المحاذية للحدود الإدارية مع الأنبار وصلاح الدين".
وأضاف أن "المنطقة الصحراوية تُعد من أكثر المواقع حساسية لاحتمال استخدامها من قبل فصائل مسلحة عراقية لإطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات عسكرية، مستغلة وعورة الأرض وبعدها عن المراكز الأمنية"، مشيراً إلى أن "التحركات الأمنية الجارية تهدف لتأمين تلك المناطق ومنع أي خرق أمني محتمل".
وأكد المصدر أن "الخطة تتضمن كذلك تعزيز العمل الاستخباري بالتنسيق مع قيادة العمليات والجهات المركزية في بغداد، مع مراقبة دقيقة لأي تحركات بالتزامن مع التصعيد القائم في المنطقة بين إيران وإسرائيل".
وفي سياق متصل، أفادت وكالة شفق نيوز بأن قوات التحالف الدولي استقدمت خلال الفترة الماضية تعزيزات عسكرية ولوجستية واسعة إلى قواعدها المنتشرة في شمال شرق سوريا، على الحدود العراقية.
أوضحت أن أكثر من 100 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ومواد لوجستية عبرت من العراق عبر معبر الوليد، متجهة إلى قواعد التحالف في محافظة الحسكة، وشملت الشحنات آليات عسكرية، ومواد لوجستية مثل الوقود والمياه والمواد الغذائية، إضافة إلى شاحنات مغلقة يُعتقد أنها تحمل أسلحة وذخائر. وبحسب الوكالة، توجهت الشاحنات إلى قواعد التحالف في كل من خراب الجير، قسرك، والشدادي بريف الحسكة.
وأفاد مصدر مطلع لوكالة شفق نيوز باتخاذ القوات الأميركية إجراءات احترازية في قواعدها العسكرية بسوريا، منها تفعيل أنظمة رادار ودفاع جوي، بالتزامن مع شن إسرائيل هجوماً واسعا على مواقع إيرانية.
ونقلت شفق نيوز عن مصدر سوري أن "القوات الأميركية أجرت تحركات بين قواعدها ونقلت معدات عسكرية متطورة، منها أنظمة رادار ودفاع جوي من العراق إلى سوريا خلال الأسبوعين الماضيين".
وتشير هذه التعزيزات والإجراءات الاحترازية الأميركية في سوريا إلى استعداد واشنطن لأي تصعيد محتمل، وحماية قواتها ومصالحها في المنطقة، خاصة في ظل التهديدات الموجهة لها من الفصائل المرتبطة بإيران. إغلاق المجال الجوي وإسقاط المسيرات يؤكد أن واشنطن لن تتسامح مع أي هجمات قد تطال قواعدها.
شوهدت ليلة الجمعة، قنابل ضوئية فوق قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال شرق الحسكة، والتي تعرضت مراراً لهجمات صاروخية ومن قبل مسيّرات، وقالت واشنطن إنها أُطلقت من الأراضي العراقية التي تبعد عنها نحو 15 كيلومتراً.
وقالت مصادر من محيط القاعدة إن "مضادات جوية أسقطت مسيّرة إيرانية أثناء تحليقها فوق القاعدة". وتشير المصادر إلى أن "القوات الأميركية في قاعدة خراب الجير والشدادي، وفي مواقعها في دير الزور، إلى جانب قاعدة التنف في أقصى جنوب شرقي محافظة حمص بسوريا، شهدت حالة استنفار واتخاذ إجراءات أمنية تحسباً لتعرضها لأي هجمات انتقامية من إيران".
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟