تحديات جدية أمام العراق بسبب الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران

2025/06/14

83
لندن- خاص
قالت ورقة تقدير موقف أعدها مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية
إن المؤسسات المرتبطة بإيران تواجه حاليًا أزمة اقتصادية كبيرة في ظل
الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران.
تشير الورقة إلى تدهور الوضع وسط تهديدات أمريكية وإسرائيلية مباشرة
بمواصلة الحرب حال انخرطت هذه الجماعات في مواجهة مفتوحة دفاعًا عن
طهران.
وكان للحكومة العراقية موقف حاسم برفض مرور الطائرات الإسرائيلية فوق
الأراضي العراقية، وهو ما أعلنته بغداد صراحة ورفضت ذلك بشدة.
وترى الورقة أن هذا الواقع يقلص بشكل ملموس قدرة إيران على التحكم
بوكلائها في العراق، ويعرض العراق لتحديات أمنية وسياسية كبيرة قد
تؤدي إلى تصاعد العنف أو تحولات جذرية في موازين القوى الداخلية.
كما تتطرق الورقة إلى تأثيرات الحرب على دول أخرى، منها اليمن، حيث
تعمق الضربات الجوية الأمريكية الدقيقة على قيادات الحوثيين، والهجمات
الإسرائيلية المتكررة على المنشآت الحيوية، الأزمة التي تعاني منها
الحركة الحوثية من انهيار تدريجي في بنيتها القيادية والبنية التحتية.
هذه الضربات تضع الحوثيين أمام خيارات استراتيجية معقدة قد تؤدي إلى
تصعيد جديد أو تحالفات غير متوقعة.
أما في غزة، فقد دُمّرت حركة حماس سياسيًا وعسكريًا، واغتيل كبار
قادتها، وبرز تصاعد الاحتجاجات الشعبية داخل القطاع مطالبة بإنهاء
سيطرتها على الحكم. مع انقطاع الدعم المالي والعسكري الإيراني، تثار
تساؤلات حول إمكانية استمرار الحركة بعد هذا الدمار الهائل والخسائر
الفادحة في الأرواح والبنية التحتية. الاحتقان الشعبي يشكل تهديدًا
حقيقيًا لاستقرار القطاع، وربما يفتح الباب أمام قوى جديدة تسعى لملء
الفراغ.
تعكس هذه التطورات ضعفًا غير مسبوق لحركات إيران الوكيلة في المنطقة،
مما يشكل فرصة لإعادة رسم خارطة القوى الإقليمية. ولكن في الوقت ذاته،
يحمل هذا الواقع مخاطر كبيرة على الاستقرار، حيث قد يؤدي انهيار هذه
القوى إلى فوضى أوسع وصراعات جديدة تستنزف الجميع.
وتخلص الورقة إلى توصية سياسية مفادها ضرورة أن يتعامل صناع القرار في
المنطقة، وخصوصًا في العراق، مع هذا المشهد بحذر ووعي، مع العمل على
سياسات توازن تحمي مصالح دولهم وتقلل من تداعيات انهيار وكلاء إيران،
دون الانجرار إلى صراعات إقليمية قد تجر المنطقة إلى أزمات أعمق.