
صباح السيلاوي
جرت العادة ومنذ سقوط النظام السابق على تسلم المناصب العليا في الدولة من قبل أناس ينتمون إلى أحزاب حاكمة ليس لهم علاقة مهنية بتلك المناصب وكل مؤهلاتهم إنهم ينتمون إلى أحزاب السلطة مما تسبب بخراب تلك المؤسسات ووصلت خدماتها إلى الدرك الأسفل من الأداء.
أمانة بغداد واحدة من تلك المؤسسات التي لم تؤدي دورها الحقيقي بالرغم من الامكانيات المادية والبشرية التي تمتلكها لأنها تمثل واجهة البلد الحضارة أمام زوارها الغرباء وبسبب الفساد وضعف الأداء تدهورت ملامح العاصمة وبتنا نخجل ان نقول للآخرين ان لدينا عاصمة حقيقية تمثل وجه العراق الحضاري.. فالقرار الاخير الذي اتخذه رئيس مجلس الوزراء والذي كلف من خلاله السيد عمار موسى كاظم بمهام امين العاصمة جاء منسجما مع تطلعاتنا برؤية عاصمة نفخر بها أمام العواصم الأخرى لأن هذا الرجل هو من الأبناء المخلصين لامانة بغداد ووصل إلى هذا المنصب بعد أن تدرج في مناصب قيادية متعددة كان آخرها منصب وكيل امين العاصمة ناهيك عن ما يمتلكة من شهادة أكاديمية تؤهله لتسلم المنصب لذلك نجده ومنذ اليوم الأول لتكليفه شكل خلية نحل من السادة الوكلاء والمدراء العامين ومدراء الأقسام لوضع اللمسات الصحيحة للنهوض بالعاصمة وبما يليق بتاريخها الحضاري فباشر بإزالة آثار العواصف الترابية التي أصابت العاصمة من خلال غسل الشوارع وأشرف بنفسه على حملات التنظيف التي شملت معظم مناطق العاصمة بعد أن أصبحت بغداد مكبا كبيرا للنفايات كما قام بحملة واسعة لتنظيف معسكر الرشيد من الانقاض والنفايات ليضع الخطط اللازمة لإقامة منطقة خضراء تحيي العاصمة وتعيد رونقها الذي عرفناه قبل عقود كما قاد بنفسه حملات اكساء العديد من الشوارع التي كانت مهملة في اوقات سابقة واوعز بفتح بعض الطرق المغلقة من أجل انسيابية حركة المرور مع تاكيداته المستمرة على المدراء العامين بالإشراف الميداني المباشر على كل الحملات وعلى كافة الاصعدة.. كل هذه الإنجازات جاءت بفترة قياسية لاتتعدى الشهرين وان هذا لم يأتِ من فراغ لكن الخبرة المتراكمةالتي يتمتع بها الأمين الجديد من خلال تدرجه الوظيفي جعلته يضع الخطط الصحيحة والحقيقة للنهوض بواقع العاصمة الذي بتنا نراه بشكل ملفت رغم قصر المدة.. فبارك الله بكل الجهود الخيرة التي تسعى لبناء الوطن إنطلاقا من مبادئ المواطنة الحقة ونقاء الضمير.