البروباغندا (The propaganda )
2021/09/16
 
1335

المقدم واثق قحطان 

احد الاسلحة الفتاكة في المجتمع والتي تشكل خطرا جسيماعلى عقول الناس وعلى حياتهم الاجتماعية والتي تؤثر سلبا بشتى المجالات .(البروباغندا) .دائما مانسمع بهذا المصطلح وخاصتا في اللحظات السياسية العاصفة المشحونة بالكثير من الغضب والقلق في المظاهرات والاحتجاجات الشعبية وغيرها .ماهي البروباغندا؟ ماهي اشكالها ومخاطرها وماهي اهدافها وكيف يمكن التعرف عليها ؟يتلقى الانسان يوميا كما هائلا من المعلومات عبر مختلف الوسائط الاعلامية فمنها الصحيحة ومنها الاشاعات والاكاذيب .وهنا نأتي الى تعريف البروباغندا وهي كلمة انكليزية وتعني الدعاية او الترويج ويقصد بها نشر المعلومات والحقائق بطريقة موجه من وجهة نظر واحدة وذلك من اجل التاثير على اراء وسلوك اكبر عدد من الناس .ولكي نشرح معناها بشكل مبسط فالبروباغندا ضد الموضوعية في تقديم المعلومات وضد الواقع الذي يعيشه الناس أي يتم عرضها من اجل التاثير على المتلقي المستهدف لتغير افكاره والتلاعب بها خدمة لجهة معينة خبيثه .كما ان لها تعريف اخر مبسط اكثر وهو اعادة نفس الاكاذيب مرارا وتكرارا على مسامع الناس الى ان تتحول الى حقائق في المرحلة الاولى ثم الى مبادئ يحاربون ويموتون من اجلها وقد يموت المتعصبون منهم مرتين .فالموتة الاولى تتجمد عقولهم وتفقد وظائفها والثانية حين يفقدون حياتهم في سبيل اعتزازهم بتلك الاوهام التي لايستفيد منها سوى اعدائهم .اما عن اساليب البروباغندا فهي مختلفة تماما عن العصور القديمة .ففي عصرنا الحالي هي تستغل التقنيات الحديثة للتأثير في الرأي العام وتوجيه افكاره وقرارات الناس السياسية والاجتماعية وحتى الدينية وذلك باستخدام تقنيات واساليب سيكولوجية عديدة أذكر منها القليل والمتمثله (اولا).بأطلاق الشعارات الرنانه والتي تكون مختصرة وقوية وسهلة الحفظ .(ثانيا). التكرار والتاكيد وذلك لتثبيت المعلومة الموجه في مساحة اللاوعي عند المتلقي .(ثالثا).التوصية من قبل المختص وذلك لتزيين المعلومة واستخدام الدراسة العلمية والاكاديمية المغلوطة والاعتماد على الارقام والاحصائيات ونتائج الاستفتاءات الوهمية .(رابعا). اثارة الغرائز وهذه وسيلة هامة لااضعاف العقول لكي يسهل التاثير عليها .(خامسا).اسلوب القطيع وذلك بأيهام المستهدفين بأن مايطرح هو رئي الاكثيرية والاغليبة الساحقة .(سادسا ). القولبة والتنميط وذلك بوسم شخص او جماعة بصفات مختزلة ومغلوطة في الغالب وهذا ماينتج عنه احكام ظالمة ومسبقة وتصنيفا ثابتا .(سابعا ).تشكيك الناس في المطالب المشروعة وتشويه المواطنين ويكون هذا دائما من اجل التمثيل والترهيب من هذه المطالب فمثلا كلمة الحرية يروجون لها على اساس انها تدعو الى التفلت وسوء الاخلاق والرذيلة وهذا طبعا لااساس له من الصحة وخاصة في سياق حرية التعبير وحرية العيش الكريم .(ثامنا) .حصر الخيارات وذلك بتوجيه المتلقي باتجاهات محددة او باتجاه محدد من خلال تطبيق شعار( من ليس معنا فهو ضدنا) .(تاسعا ).احتكار وسائل الاعلام لصالح الجهات الدعائية وهذا لمحاصرة المستهدفين بالوسائل الدعائية وتوجيههم نحو فكر وتوجه واحد .وخلاصة القول والحديث عن البروباغندا في العصر الحديث ((الحقيقة والوهم بينهما شعرة لاتكاد تراها .فأن ترى وتصدق كل مايقال على شاشة التلفاز او في وسائل التواصل والوسائل الحديثه من اخبار وتنصاع وراء كلام شخص انيا يظهر على التلفاز او في احدى الوسائل الحديثه سيجعل عقلك تحت السيطرة وتصبح منساقا وراء افكار تحفر طريقها اليك لتكون حقيقة تؤمن بها وتجاهر بها فيما بعد .هذا هو هدف الاعلام بان تتلقى كل مايراد توصيله اليك وانت جالس على اريكتك فتتكون لديك افكار ومعلومات ليست في الواقع سوى مايود اصحابها ان يرسل اليك .اذن كيف تكتشف انك داخل بروباغندا ؟ببساطة وبدون حرفية او شك انك عندما تفتح التلفاز او احدى وسائل التواصل الاجتماعي او غيرها من وسائل حديثه وتجد فجأة برز خبر عاجل يقال ويعاد عليك مرار وتكرار .فتكرار سماعك للخبر من اكثر من شخص سيجعل من عقلك الباطن يعتبره حقيقه فهذه بروباغندا مدبرة ومقرر اطلاقها في الوقت الذي اطلقت فيه .وعليك هنا اما التصديق والقناعة التامة او التجاهل والالتلزام بالاسس الاخلاقية والاجتماعية وعدم الاخذ بمحتوى هكذا نوع من الاخبار او المواضيع .والامثلة كثيرة وعديدة في هذا المجال في الختام : 
} املك عقلك ان كان الظاهر او الباطن ولاتدع للاشاعة وسيطرة اراء وافكار  الاخرين لها دور في حياتك .. كن انت ..{

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟