2025/12/23
51 المورد نيوز/ أكد المبعوث الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة، السفير لقمان عبد الرحيم الفيلي، أن العراق حقق حضوراً دولياً بارزاً خلال مشاركته في مفاوضات المناخ، عبر توليه قيادة مجموعة تضم 134 دولة نامية ضمن أعمال مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) الذي عُقد مؤخراً في مدينة بيلِم البرازيلية.
وقال الفيلي في حديث لـ«الصباح» إن المؤتمر انعقد في ظل تحديات غير مسبوقة، سواء على الصعيد الجيوسياسي أو في تعقيد الملفات الفنية، مشيراً إلى أن المفاوضات عكست حالة استقطاب واضحة بين الدول المتقدمة والنامية، ما أثّر بشكل مباشر في مسار النقاشات الدولية، ولا سيما تلك المتعلقة بالتمويل والخسائر والأضرار والتكيّف مع التغير المناخي.
وأوضح أن العراق، من موقعه كرئيس لمجموعة الـ77 والصين، نجح في فرض حضور قوي وإعادة التأكيد على مبادئ العدالة المناخية والمسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، مبيناً أن الوفد العراقي عمل بمسارين متوازيين خلال المؤتمر، أولهما قيادة المجموعة والدفاع عن مصالح الدول النامية وتوحيد مواقفها، والثاني حماية الأولويات الوطنية العراقية وطرح قضايا البلاد ضمن المفاوضات الدولية.
وأضاف الفيلي أن هذا الدور المزدوج أسهم في تجسير الفجوات بين الدول الأعضاء والحفاظ على وحدة الموقف الجماعي، الأمر الذي عزز قوة المجموعة في مواجهة الدول المتقدمة، خصوصاً في ما يتعلق بملفات التمويل والالتزامات طويلة الأمد. وأكد أن من أبرز أولويات العراق كان الانتقال من مرحلة الوعود إلى مرحلة التمويل الفعلي، في ظل محاولات بعض الأطراف تقليص الالتزامات أو ربطها بشروط سياسية.
وأشار إلى أن التنسيق الوثيق داخل مجموعة الـ77 أسهم في الحفاظ على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار وتأمين تمويله الأولي، فضلاً عن التوصل إلى توجه نحو تحديد هدف تمويل مناخي جديد يتجاوز 100 مليار دولار سنوياً، استناداً إلى الاحتياجات الفعلية للدول النامية.
وبيّن السفير الفيلي أن العراق عزز أيضاً التنسيق بين المجموعات الإقليمية داخل المجموعة، بما في ذلك الدول العربية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي والتحالف البوليفاري، إضافة إلى الدول الجزرية الصغيرة النامية، بهدف مواجهة التحديات المرتبطة بالخسائر والأضرار وتمويل التكيّف.
وأكد أن العراق يتحرك بمسارين متكاملين لمواجهة آثار التغير المناخي، الأول وطني يركز على معالجة التحديات البيئية والمناخية الداخلية، والثاني دولي جماعي يعزز موقع العراق ضمن منظومة العمل المناخي العالمية، ويضمن وصول الدول النامية إلى الموارد اللازمة للتكيف وتحقيق التنمية المستدامة، مشدداً على أن هذين المسارين يضعان العراق في موقع مؤثر على المستوى الدولي