الانتخابات العراقية تحدد موازين النفوذ الأميركي والإيراني

2025/11/22

64
تشير التحليلات إلى أن الانتخابات العراقية الأخيرة ستعيد رسم موازين
القوى بين واشنطن وطهران، وتحدد كيفية إدارة العراق لعلاقاته مع كلا
الطرفين في المرحلة المقبلة. تسعى الولايات المتحدة للحد من نفوذ
الفصائل الموالية لإيران عبر ضغوط سياسية ودبلوماسية، تصنيفات إرهابية
جديدة، عقوبات، وربط التمويل والإصلاحات الاقتصادية، مع الحرص على
حماية مصالحها واستثماراتها في العراق.
في المقابل، تحاول طهران الحفاظ على نفوذها السياسي والعسكري داخل
الحكومة المقبلة، مع قبول إدارة حكومة شيعية ليست بالضرورة معادية
لواشنطن أو الخليج. لذلك، تضغط إيران على بعض الفصائل لإظهار وجه
سياسي أكثر من العسكري، ما يعكس سعيها لخلق توازن هش يحمي مصالحها
ويقلل خطر المواجهة المباشرة.
ورأى مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن بورقة تقدير
موقف إلى أن واشنطن تسعى أيضًا إلى دمج الفصائل المسلحة ضمن مؤسسات
الدولة أو تحويلها إلى كيانات سياسية تحت الرقابة، بينما ترغب إيران
في الاحتفاظ بخياراتها العسكرية كخيار احتياطي، دون التصعيد العلني
الذي قد يستدعي ضربات خارجية أو عقوبات صارمة.
وتنتهي الورقة بالقول إنالمشهد السياسي في العراق يعكس تجربة "تعايش
هش": فبعض الفصائل تستطيع التوازن بين دور سياسي مؤسسي ووجود عسكري
ضمن الدولة، لكن أي محاولة للهيمنة أو استفزاز قد تدفع البلاد مجددًا
من السياسة إلى الصراع المسلح، ما يجعل مرحلة ما بعد الانتخابات حاسمة
في تحديد مستقبل العراق كحلبة للتنافس الأميركي-الإيراني.