*الاستثمار الإنتخابيّ في الخوف!*

2025/11/03

208
حسين العادلي
• الخطابُ الانتخابيُّ الطائفيُّ المتنامي اليومَ لا يُوصَفُ كدعايةٍ
انتخابيةٍ شعبويةٍ رخيصةٍ فحسب، بل يُعَدُّ حالةَ استنفارٍ اجتماعيٍّ
سياسيٍّ منظَّمٍ تُوظَّفُ للتعبئةِ الطائفيةِ صوبَ الصدامِ!
• تكرارُ هذا الخطاب وجَعلُه جوهرَ الرؤيةِ السياسيةِ يدلُّ على أنه
مقصودٌ لا عفويّاً، وموجَّهٌ لا ارتجاليّاً؛ فهو يَستهدفُ الوعيَ
الجمعيَّ ليُعيدَ تشكيلَه على خطوطِ التنافرِ المجتمعيِّ، فالانقسامِ،
فالمواجهةِ!
• *هذا الخطابُ الإقصائيُّ استثمارٌ سياسيٌّ في الخوف؛* يُحرِّكُ
الغرائزَ، ويُلهِبُ العصبياتِ، ويعرضُ الهويّةَ الضيِّقةَ كحصنٍ
وخندقٍ وجبهةٍ داخلَ رقعةِ الوطنِ الواحد.
• الخطابُ الطائفيُّ الفجُّ اليومَ يتسلَّقُ سُلَّمَ المراحلِ بوعيٍ
خبيثٍ لحرفِ بوصلةِ الوعيِ الجمعيِّ من المواطنةِ إلى الاستبدادِ، ومن
التعايشِ إلى الاستعبادِ، ومن التعدُّديةِ إلى الإقصاءِ، ومن التمايزِ
إلى التوتُّرِ، حتى يبلغَ الكراهيةَ والعنفَ الدمويَّ.
• خطورةُ هذا الخطابِ وطنيّاً وسياسيّاً أنَّه يعملُ في ساحةٍ محتدمةٍ
وهشّةٍ وفي لحظةٍ تاريخيةٍ حرجةٍ، فيقودُ بسهولةٍ الوعيَ الجمعيَّ إلى
تفكيكِ النسيجِ الوطنيِّ باسمِ «الدِّفاعِ عن الهويّةِ»، وضربِ وحدةِ
الدولةِ باسمِ «حمايةِ المكوّن».
• ما لم يُواجَه هذا الخطابُ بصلابةِ القانونِ، ونُضجِ النُّخبةِ،
ويقظةِ المجتمعِ، ووعيِ الإعلامِ، فإننا سنستسلمُ لتياراتٍ سياسيةٍ
شعبويةٍ بدائيةٍ تقودُ الجميعَ إلى حروبِ هوياتٍ جديدةٍ تقومُ على
فكرةٍ مركزيةٍ: أنَّ المواطنَ لا يرى في الآخرِ مواطناً، بل خصماً
وجوديّاً يجبُ استبعادهُ واستعباده.