
متابعة/ المورد نيوز
قال توماس واريك، نائب مساعد وزير الأمن الداخلي الأميركي الأسبق لسياسات مكافحة الإرهاب، إن مهلة الأسبوعين التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران، "تمثل محاولة أخيرة لإحياء المسار الدبلوماسي، لكنها ليست خالية من عناصر الردع العسكري الصارم".
في خضم التصعيد المتسارع بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية ضد منشآت عسكرية ونووية داخل إيران، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة زمنية مدتها أسبوعان لإحياء المسار الدبلوماسي، ملوّحًا في الوقت نفسه بإمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري إذا ما أخفقت الجهود السياسية.
هذا الإعلان جاء وسط تحركات أميركية لافتة، شملت نشر قطع بحرية وقاذفات استراتيجية قرب المنطقة، في رسالة واضحة مفادها أن واشنطن تستعد لكافة السيناريوهات.
وقال واريك وهو كبير الباحثين في المجلس الأطلسي لوكالة شفق نيوز، إن هذه المهلة "تحمل ثلاثة أبعاد واضحة": أولًا، خلق فرصة لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات؛ ثانيًا، إتاحة الوقت لنشر مزيد من القوات الأميركية في الشرق الأوسط؛ وثالثًا، إيصال رسالة للرأي العام بأن إدارة ترامب لا تسلك طريق الحرب دون استنفاد البدائل السلمية.
وأوضح: "الرئيس ترامب يعلم أن إقناع طهران بالتفاوض مجددًا سيتطلب وقتًا، لكنه بدأ فعليًا بنشر أدوات الردع كحاملة الطائرات نيميتز تتجه نحو بحر العرب، وهناك تقارير مؤكدة عن تحليق قاذفات B2 باتجاه قواعد استراتيجية مثل غوام أو دييغو غارسيا، وهي القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات".
وأضاف أن "استخدام ترامب لعبارة 'أسبوعين' ليس بالضرورة التزامًا زمنيًا دقيقًا، بل هو أقرب إلى تعبير مرن يحمل في طياته رسالة ضغط دبلوماسي ونفسي، وهو أمر معتاد في لغة ترامب السياسية"، مشيرًا إلى أن التصريحات المنقولة عن لسانه جاءت مباشرة عبر متحدثته كارولاين ليفيت، ما يؤكد الطابع الموجّه والمدروس لهذا الإعلان.
وعن التحركات العسكرية، قال واريك: "الهدف ليس فقط الاستعداد لاحتمال استخدام القوة، بل جعل التهديد أكثر واقعية في أعين صناع القرار الإيرانيين. ترامب لا يراوغ، لكنه في ذات الوقت يريد أن يمنح إيران مخرجًا دبلوماسيًا يحفظ ماء الوجه".
وختم تصريحه قائلاً: "الخيارات أمام إيران ليست كثيرة: إما الدخول في صفقة توقف برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، أو المخاطرة بفقدانه عبر ضربة عسكرية مع بقاء الحصار. المنطق الاستراتيجي يقول إن القبول بالعرض الأميركي هو المسار الأقل كلفة لإيران في هذه اللحظة الحرجة".