ورقة تقدير موقف: تصفية علي شادماني – تداعيات داخل إيران وعلى مؤيديها بالمنطقة

2025/06/17

71
لندن- مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية
جاء الإعلان الإسرائيلي عن مقتل الجنرال علي شادماني، رئيس أركان
الحرب وقائد قيادة الطوارئ في القوات المسلحة الإيرانية، ليزيد من
تعقيد الموقف، ليس فقط في إيران، بل أيضًا مع العديد من الدول
المجاورة التي يمكن القول بوجود حلفاء أقوياء لها فيها، مثل العراق
ولبنان أو حتى سوريا التي تحاول الظهور بصورة الطرف المعتدل.
وتوضح ورقة تقدير موقف أعدها مركز رصد للدراسات السياسية
والاستراتيجية في لندن أن شادماني كان يتمتع بنفوذ كبير، إذ تولى
الإشراف على الحرس الثوري والجيش الإيراني، وكان مسؤولًا مباشرًا عن
المصادقة على الخطط الهجومية الإيرانية ضد إسرائيل. وبالتالي، فإن
مقتله اليوم قد يسبب ارتباكًا داخل منظومة القيادة الإيرانية، خاصة في
التنسيق مع الميليشيات الخارجية، ومنها تلك المنتشرة في العراق.
وتضيف الورقة أن هذه الفرق قد تواجه ارتباكًا مؤقتًا أو تندفع لرد فعل
غير منضبط لتعويض الضربة المعنوية التي لحقت بها. وقد تلجأ بعض
الفصائل إلى تصعيد محدود أو استهداف مصالح أميركية أو إسرائيلية في
العراق وسوريا ولبنان كرد فعل رمزي، بينما قد تسعى طهران إلى نقل
الصلاحيات ميدانيًا لبعض قادة الميليشيات في محاولة لتجاوز الخلل
القيادي، مما يرفع احتمالات التوترات أو السلوك غير المنضبط
ميدانيًا.
وتوضح الورقة أن البنية التحتية للعديد من الفرق العسكرية العراقية
تدعم التدخل المباشر مع إيران عسكريًا ودعمها، الأمر الذي يزيد من حجم
التحديات التي تواجه العراق تحديدًا لعدة أسباب منها:
1. أن العراق يرغب جدياً في استقرار الوضع بالبلاد.
2. يدرك العراق أن هناك تيارات واضحة تريد مشاركته في الحرب الدائرة
بجانب إيران ضد إسرائيل.
3. تظهر هذه التيارات الآن مثلا في بعض من الدول العربية مثل مصر
بوضوح وجلاء، رغم ارتباط بعضهم بمعاهدة سلام مع إسرائيل، ونفس التطور
مع مملكة الأردن أيضًا التي تتصاعد فيها حدة الكراهية تجاه إسرائيل
بصورة تدعم إيران، رغم العلاقات السياسية الثنائية بين عمان وتل
أبيب.
4. من الواضح أن القادم حساس وصعب للغاية، وهو ما سيفرض الكثير من
التحديات ليس فقط على العراق، بل على مختلف دول المنطقة.
وفي النهاية، خرجت الورقة بتوصية سياسية وأمنية مفادها أن حجم الضربات
الإسرائيلية، ومعه الرد الإيراني والعكس، يشير إلى خطورة الوضع الأمني
على دول المنطقة، وهو ما يزيد من حدة الموقف الآن على الساحة الشرق
أوسطية.