
متابعة/ المورد نيوز
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن قطع العلاقات مع إسرائيل "ليست سياسة حكيمة"، لكنه وصف الحرب على غزة بأنها "تجلٍّ دامٍ جديد لصراع يبدو بلا نهاية".
وجاءت تصريحات أبو الغيط خلال مقابلة مع صحيفة "El Pais" الإسبانية، أجريت معه في مدريد، نشرتها اليوم الخميس.
ووفق الصحيفة، شهد أبو الغيط مسار الصراع العربي الإسرائيلي بكل مراحله، بدءًا من إعلان قيام إسرائيل عام 1948 وحتى الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي وصفه بأنه "تجلٍّ دامٍ جديد لصراع يبدو بلا نهاية".
ورغم الإدانات الرسمية المتكررة من عواصم عربية لما يحدث في غزة، يثير مراقبون عرب تساؤلات حول غياب إجراءات ملموسة، خاصة من الدول التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حيث لم تبادر هذه الدول إلى قطع علاقاتها رغم التصعيد الأخير.
وبرر أبو الغيط، الذي كان شاهدًا ومشاركًا في مفاوضات كامب ديفيد عام 1978 التي جعلت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل، هذا الموقف قائلًا: "قطع العلاقات ليست سياسة حكيمة.. التفاوض يتطلب التواصل، ومصر وقطر تحاولان التوسط لوقف إطلاق النار".
وفي معرض تقديمه لكتابه الجديد "شاهد على الحرب والسلام" في البيت العربي بالعاصمة الإسبانية، شارك أبو الغيط في اجتماع دعت إليه مدريد، هدف إلى تشكيل تحالف دولي ضد الحصار المفروض على غزة، تمهيدًا لمؤتمر مرتقب في نيويورك حول حل الدولتين.
وردًا على سؤال عن التهجير الجماعي للفلسطينيين، واحتمال تأثير ذلك على موقف مصر ودول الجوار، لم يتردد الأمين العام في استخدام المصطلح الأكثر حساسية: "نعم، ما يحدث هو تطهير عرقي.. التهجير القسري أو الطوعي غير قانوني دوليًا، وإذا تم ترحيل الفلسطينيين إلى دول أخرى، فستبقى إسرائيل تلاحقهم حتى هناك، وقد تندلع حروب جديدة كما شهدنا في الماضي".
وفي إشارة إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروفة باسم "ريفيرا الشرق الأوسط"، والتي اقترحت إعادة توطين الفلسطينيين في الدول المجاورة لغزة، قال أبو الغيط: "نرفض هذه الخطة رفضًا قاطعًا.. لن نقبل بتفريغ القطاع من سكانه.. ليس فقط مصر والأردن، بل أي دولة عربية لن تسمح بذلك".
وعن خطة الجامعة العربية لإعادة إعمار غزة، أوضح أبو الغيط أنها تستند إلى ثلاث أولويات، هي: وقف إطلاق النار، وتشكيل إدارة فلسطينية موحدة بين الضفة وغزة بقيادة السلطة الوطنية، ونشر قوة أمنية دولية وعربية مؤقتة لتهيئة الأرضية لعملية إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن إسرائيل ترفض حتى السماح بعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، مؤكدًا أن "إسرائيل تريد السيطرة الكاملة على الأرض والسكان.. إنها دولة توسعية تتصرف كما كانت تفعل القوى الاستعمارية الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين".