المورد نيوز/ نجم القصاب
على أعتابِ عامٍ جديدٍ مخيبٍ
للآمال، يتهيأ اليمنيون لحمل معاناتهم نحو فصولٍ لا يُعرف منتهاها،
مثقلين بثمانِ سنواتٍ عِجاف عاشوها تحت وطأة الحرب الدامية التي
كرّست في بلادهم أسوأ أزمة إنسانية في العالم جعلت أكثر من 80
بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون نسمة، يكافحون للحصول
على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية الكافية، بحسب
الأمم المتحدة.
وبرغم الاختراق الذي الذي حققته
الأمم المتحدة في جدار الأزمة في الثاني من أبريل الماضي بحملها
أطراف النزاع إلى الموافقة على تهدئة عسكرية هي الأطول نسبيا كانت
تعوّل عليها للعودة إلى المسار السياسي؛ إلا أن النتائج جاءت عكسيةً
وصادمة ومخيبة لآمال اليمنيين، لعدم وفاء جماعة الحوثي المدعومة من
إيران بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق الهش الذي جُدد لمرتين
(شهرين كل مرة).
أفاد مصدر سياسي يمني، أن الأزمة
السياسية في اليمن خلقت فجوةً إنسانية هائلة يصعب ردمها الا بحل
شامل يعالج جذور المشكلة؛ مشيرا إلى أن المجتمع الدولي والإقليمي
يدفع باتجاه خيار الحل السياسي الذي يُنظر إليها بقناعة كعلاج ناجع
لمداوة الأزمة المحتقنة.
وقال المصدر، إن الجهود الإقليمية
تتركز من خلال الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية،
اللتين لعبتا دورًا فاعلا في تحقيق التهدئة العسكرية. مستطردًا:
"هما قطبين في اللجنة الرباعية الدولية بشأن اليمن التي تضم أيضا
الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، والتي كان لها دور
محوري في صناعة موجهات السلام المنتظر".
وفي الـ9 من ديسمبر الجاري دعا
بيان قمة الرياض للتعاون والتنمية بين مجلس التعاون لدول الخليج
العربية وجمهورية الصين الشعبية "جميع الأطراف اليمنية إلى البدء
الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة، وإلى الالتزام
باستمرار الهدنة، ودعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والتنموية للشعب
اليمني".
ودعت الامارات العربية المتحدة في
أكثر من مناسبة إلى ضرورة التزام أطراف النزاع بالمسار السلمي. وفي
أكتوبر الماضي حثت وزارة الخارجية الإماراتية المجتمع الدولي للضغط
على جماعة الحوثي في أعقاب استهداف الجماعة منشآت نفطية جنوب اليمن
"لفسح الطريق أمام الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار والعودة إلى
عملية سياسية تؤدي إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في
اليمن".
وخلال جلسة تباحث عقدت الاسبوع
الماضي بين القائم بأعمال السفارة الروسية لدى اليمن د.يفغيني
كودروف والسفير الإماراتي لدى اليمن محمد الزعابي، شدد الجانبان على
ضرورة الحفاظ على الحوار بين اطراف النزاع اليمني من اجل تجنب
التصعيد، وفق ما أفاد حساب السفارة الروسية على "تويتر".
مصدر سياسي يمني ثان، أشار
إلى أن السياسية الخارجية للإمارات تركز على إطفاء لهب الصراعات
خاصة في المحيط القريب للدولة الخليجية الطموحة. مزيدا: "على هذا
الأساس نلاحظ الجهد الإماراتي المستمر لاحداث فارق في مسار الأزمة
اليمنية يسهم في إعادة تصويب بوصلة المشهد في اليمن وحمل أطراف
النزاع نحو تسوية سياسية".
وأشار المصدر إلى أن الإمارات
لعبت دورا محوريا، في إنجاز اتفاق الرياض التاريخي الموقع بين
الحكومة اليمنية والجنوبين في نوفمبر 2019، وهو الاتفاق الذي
أنهى التوترات في المعسكر المناهض للحوثيين لتهيئة الأجواء لمرحلة
قادمة يكون الحل فيها أشمل باسهامات إقليمية ودولية.
ومضى شهران على تعذر تجديد الهدنة
التي أصبحت ضمنيا في حكم الملغية، إلا أن الضغوط الدولية والإقليمية
المكرّسة من أجل السلام تحول حتى اللحظة دون انهيار حالة التهدئة
التي أضحت معلقة على خيطٍ رفيع ومهددة بالانهيار في أي وقت مع
استمرار رفض الحوثيين الانخراط في صناعة تحوّل سلمي.