كيف وصل لاجئ عراقي إلى أوروبا بعد تعطل محرك القارب؟
2022/09/12
 
5558

متابعة/ المورد نيوز

نجح لاجئ عراقي في الوصول إلى هولندا بشق الأنفس بعد رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر، منذ أن قرر مغادرة بلده باتجاه تركيا واليونان ومنها إلى صربيا وإيطاليا ثم أمستردام، بالتنسيق مع مهربين.

وبينما قرر أمجد خوض مغامرة الهجرة عن طريق البحر باجتيازه السواحل اليونانية خلسة، لكن فشله في جميع محاولاته قاده إلى اختيار عبوره الحدود برا.

وتحدث أمجد لقناة black box على موقع يوتيوب عن تفاصيل رحلته الخطرة وأبرز محطاتها خاصة في اليونان حيث عاملتهم الشرطة بقسوة كما وقعوا ضحية تحيل المهربين، وكيف استطاع عبور الحدود المقدونية لتمهد له الطريق لدخول صربيا ثم إيطاليا، ثم ينجح في دخول هولندا حيث حصل مؤخرا على إقامة دائمة.

وقال ”لم أفكر في البداية في الهجرة لكنني كنت مجبرا على ذلك، وقررت السفر إلى تركيا ومنها تواصلت مع أحد المهربين للدخول إلى اليونان“.

وبعد دخوله إلى اليونان اتفق مع المهرب على مغادرتها عن طريق البحر، لكن المحاولة باءت بالفشل حيث تعطل القارب الذي امتطاه رفقة 17 شخصا ومنهم أطفال ونساء في تخطي السواحل اليونانية بسبب تعطل محرك القارب.

وكرر أمجد محاولاته العبور بحرا، وباءت محاولاته بالفشل في مرتين، ولم ينجح في تجاوز الحدود التركية إلا حين تواصل مسؤول القارب مع خفر السواحل اليوناني.

وروى أمجد ”في المحاولة الثالثة خفنا من نفاد بنزين المحرك، لكن نجحنا في التواصل مع خفر السواحل اليوناني الذين طمأنونا وأرسلوا لنا باخرة لتنقلنا إلى جزيرة متليني حيث يمكث اللاجئون“.

ووصف المخيم الذي نقلوه إليه بـ“أسوأ كامب في اليونان وبالسجن المفتوح“، كما يوجد فيه قرابة 12 ألف لاجئ، حسب تقديره.

وحتى يتمكن من مغادرة الجزيرة، أعد أمجد ملفا صحيا كلفه 500 دولار، ثم توجه أمجد إلى أثينا التي مكث فيها شهرين، معلقا: ”رغم أني حصلت على هوية مؤقتة، لكنني رفضت أن أقدم طلبا للجوء فيها”.

وأكد أن ”وضع اللاجئين في اليونان مأساوي، كما أن مصيرهم مجهول“.

وكانت مساعي أمجد والمجموعة التي ترافقه، مغادرة اليونان محفوفة بالمخاطر، حيث استغلهم المهربون والناشطون وجعلوا منهم طعما للشرطة.

وفي أثينا، نسق أمجد مع مهربة لمغادرة عن طريق مقدونيا أو ألبانيا. ولم تنجح محاولة عبور الحدود الأولى بسبب رداءة الطقس وتساقط الثلوج وعطل السيارة، ما جعلهم يلتجئون إلى مكان مخصص للحمامات هربا من الشرطة.

وبين أمجد أن ”المهرب نقلهم إلى منطقة حدودية أخرى، لكن هذه المرة تفاجؤوا بالشرطة“، وتم نقله إلى مركز الشرطة حيث تم سجنه ومصادرة هاتفه ونقوده.

وتابع: ”بعد فشل هذه المحاولة تواصلت مع قافلة الأمل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، واتفقنا مع المهرب للتجمع في الحدود والاتجاه نحو ألبانيا، لكن الرقابة كانت مشددة“.

وقال: ”كان هناك تضييق علينا لم نستطع التنقل بسهولة، في حين نجحت مجموعات أخرى في الوصول إلى الحدود“، مستدركا ”لقد استخدمنا المهربين لتمويه الشرطة التي لم ترحمنا وضربتنا بالعصي وبالغاز المسيل للدموع“.

وعاد أمجد مرة أخرى إلى أثينا، ورغم فشل محاولة العبور، لم ييأس وكرر التنسيق مع مهرب آخر، بعد أن غير وجهته من ألبانيا إلى مقدونيا.

ومن مدينة سالونيك اليونانية، نقلته سيارات المهربين نحو حدود مقدونيا ومنها نجح في الوصول إلى بلغراد عاصمة صربيا، ثم إيطاليا وأخيرا هولندا حيث نجح في الحصول على لجوء.

وختم أمجد حديثه بالقول إن ”أوروبا ليست جنة كما يعتقد الكثيرون، إنها أشبه بسجن مفتوح”.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟