بحثاً عن بلد يقدر الفن والإنسانية.. قصة هجرة شاب عراقي إلى أوروبا
2022/08/08
 
5995

متابعة/ المورد نيوز

طالت نيران الحروب في بلاد عربية جميع الشرائح الاجتماعية، حتى تلك التي يفترض أن تكون بمنأى عن ذلك؛ بسبب نشاطها الإنساني البحت.

انضم مصطفى محمد حسين لمنظمات المجتمع المدني في العراق، سعياً منه لإغاثة أبناء بلده المنكوبين جراء الحرب، لكن نشاطه الإنساني لم يرق لبعض رجالات الحرب، فطالته التهديدات بالقتل حتى قرر الهجرة وترك بلده العراق.

لوثوا الثورة


وقال طالب معهد الفنون الجميلة في العراق: ”درست فنون المسرح والشعر والأدب، وخرجت من العراق بحثاً عن حياة كريمة، لم يكن هدفي فرص العمل والنقود والرفاه المادي، بل خرجت بحثاً عن وطن وعن أمان وعن مساحة تقدر الإنسانية“.

وأضاف الشاب: ”في العراق خرجنا في مظاهرات مطالبة بالتغيير وتحسين واقع المواطن، لكن وللأسف أصبح الحراك الشعبي ضحية تدخلات وأجندات سياسية أفسدته“.

عزم مصطفى على الهجرة عام 2014 لكن ظروفه لم تسمح له، فدخل معهد الفنون الجميلة.

وقال الشاب: ”بعد سنة من دخولي المعهد، أصبح الوضع في العراق لا يطاق، ووصلني تهديد رسمي من قبل أشخاص مقربين من السلطة بالقتل بعد قيامي بتصوير المظاهرات خلال عملي في الإغاثة وفي المجتمع المدني“.

وأضاف: ”عانينا من الطائفية في العراق، قررت الهرب من المتأسلمين وأولئك الذين يستخدمون الدين غطاءً لإجرامهم“.

كان التهديد كفيلاً بنية مصطفى للهجرة فبدأ رحلته إلى بيلاروسيا ثم ليتوانيا، بحسب ما جاء في قناة The black box على يوتيوب.

رحلة الغابات

سافر مصطفى وأخوه إلى بيلاروسيا بفيزا سياحية، وبدأ هناك التخطيط للدخول إلى أوروبا عبر التهريب.

وقال الشاب: ”سرت مع أخي في الغابات البيلاروسية إلى أن تهنا في عمق الغابات ونفد شحن هاتفينا، وبقينا حوالي 12 ساعة بلا تواصل مع العالم، وبلا ملابس (ثقيلة) في البرد القارس“.

بعد أن طلع الفجر، تابع مصطفى وأخوه سيرهما وعبرا من منفذ صخري كان محاطاً بالشرطة البيلاروسية وفي الطرف المقابل قرى بيلاروسية.

وهنا قال مصطفى: ”مرت الشرطة من أمامنا أكثر من 3 مرات، ولم تعترض طريقنا، لا يوجد تفسير لذلك، سوى تدخل العناية الإلهية“.

وأضاف: ”دخلنا الأراضي الليتوانية عبر القرى الحدودية وبمساعدة مهرب تواصلنا معه سابقاً، وسلمنا أنفسنا هناك للشرطة“.

كان تعامل الشرطة جيداً بعد تفتيش مصطفى وأخيه والمجموعة التي معهم والتأكد من عدم حوزتهم سلاحا أو عملهم بالتهريب، ثم تم نقلهم إلى مخيم للمهاجرين.

مشقة المخيمات

وعن المخيم تحدث مصطفى: ”حياتنا في الكامب كانت صعبة للغاية، فهو عبارة عن خيم وكرفانات نعيش فيها ونعاني من شح الطعام والمياه وضعف جودة الخدمات“.

وأضاف: ”هذه الظروف الصعبة دفعت شقيقي إلى طلب العودة إلى تركيا، والتراجع عن هجرته، أما أنا فصبرت على هذا الوضع، كي أصل إلى هدفي“.

يعيش مصطفى في المخيم الليتواني، وينتظر مصيره بعد حصوله على حق اللجوء والحماية.

وقال: ”حصلت هنا على الأمان، وهو ما كنت أبحث عنه، حصلت على الحرية والعدالة، صحيح أن الخدمات سيئة داخل الكامب، لكن الكل يعامل بسواسية، والكل يعامل كإنسان، وهذا ما سعيت إليه“.

وأضاف: ”أعاني الآن من مشكلات مؤرقة جداً، لكن حلمي وطموحي أكبر من هذه المشكلات، لذلك أصبر وأسعى لأصل إليه مهما كلف الأمر“.

نضال في سبيل الفن

”سأقدم عملي المسرحي على خشبات المسارح الأوروبية، ولو قمت بذلك قبل موتي بساعات، لكنني سأنجزه، هذا حلمي الذي سعيت وراءه، والذي من المستحيل تحقيقه في العراق“.

بهذه العبارة ختم مصطفى حديثه، ناصحاً كل شباب العراق المبدعين والموهوبين بالسفر والهجرة.

وأضاف: ”الرحلة إلى هنا صعبة، ومن يرد أن يخوضها يجب أن يتحمل، العديد من الأصدقاء استسلموا للظروف، وأخي واحد منهم، لذلك أقول لكل شاب اخرج وهاجر إن كنت تستطيع التحمل“.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟