الانتحار في العراق... ظاهرة تنامت خلال فترة "كورونا"
2022/05/01
 
352
المورد نيوز/ ورد أجود
تشير الأرقام الرسمية التي تصدرها السلطات العراقية وزارتا إلى أن البلد يشهد أعداداً متزايدة من حالات الانتحار كل عام، بلغت خلال العام الماضي 644، وهو الرقم المكتشف منها فحسب، وهناك حالات يتم التغطية عليها ولا تظهر للإعلام.
ولا يكاد يمر يوم في العراق إلا ويتم فيه الإعلان عن تسجيل حالات انتحار لشبان وشابات وبمختلف مناطق البلاد، في مؤشر مقلق للسلطات ويستوجب اهتماما أكبر بالصحة النفسية في البلاد، وفقا لخبراء.
وشهدت الأشهر الماضية من العام الجاري، نحو 200 حالة انتحار، بعضها نقل مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تؤكد وزارة الداخلية العراقية أن حالات الانتحار المسجلة عام 2021 بلغت 772 حالة، وهي أكثر بنحو 100 حالة عن العام الماضي.
ويقول مراقبون إن انتشار تعاطي المخدرات بكثرة خلال السنوات الماضية، يعد أحد أبرز الأسباب التي ادت لارتفاع حالات الانتحار، ناهيك عن البطالة، وهي الأزمة المزمنة في العراق، التي ازدادت معدلاتها خلال فترة تفشي فيروس "كورونا".
ويؤشر وجود زيادة في نسبة الانتحار في العراق بنحو ثلاثة أضعاف مقارنة بقبل خمس سنوات، وأن بين الأسباب التي أدت لذلك هو تراجع الظروف الاقتصادية والبطالة وإدمان المخدرات، ومؤخرا جائحة كورونا التي تسببت بأمراض نفسية كالاكتئاب، والانفصام، والوسواس، وغيرها، وفقاً لمراقبين.
ووفق منظمة الصحة العالمية، يعاني واحد من كل أربعة عراقيين من هشاشة نفسية في بلد يوجد فيه ثلاثة أطباء نفسيين لكل مليون شخص، في مقابل 209 أشخاص في فرنسا مثلا.
وتشير المنظمة إلى أن واحدا من كل عشرة أشخاص تقريبا، أي حوالي 792 مليون شخص على مستوى العالم، يعانون من اضطراب نفسي أو اضطراب متعلق بتعاطي المواد المخدرة، وهذا يشكل 10 في المئة من العبء العالمي المترتب على هذا المرض. 
وفي العراق، يتزايد الطلب على الخدمات النفسية وسط تفشي جائحة كوفيد-19 والتي لا تزال من المجالات ذات الأولوية القصوى التي تتطلب دعما مستمرا.
وعن دوافع الانتحار، أكد الناشط العراقي أيهم رشاد أن هناك أسباب عديدة، ومنها ما يتعلق بالضغط النفسي، وشكل عدد المنتحرين بسبب ذلك 36.22 في المئة، أما الاضطرابات النفسية فبلغت 34.64 في المئة.
وأشار إلى أسباب تتعلق بالتفكك الأسري والعنف الأسري والوضع الاقتصادي، إذ يشكل الفقر 13 في المئة، والبطالة 9.5 في المئة، والأسباب الدراسية وعدم تحقيق الطموح 13.38 في المئة، والفشل الدراسي 5.5 في المئة.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، خالد المحنا، إن "دراسة تم إعدادها من قبل الوزارة حول حالات الانتحار، وخلصت إلى مجموعة من الحقائق، وقدمت عدة توصيات، ومنها ما يتعلق بتعزيز قسم الدعم النفسي في وزارة الصحة، وزيادة الدعم المقدم من وزارة الشباب والرياضة لأفراد المجتمع، بهدف المساهمة في إشغال وقتهم ومساعدتهم على ممارسة هواياتهم".
وكانت السلطات العراقية، قد أعلنت أخيراً، ارتفاع حالات الانتحار في البلاد إلى 772 شخصاً خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي. وذكرت وزارة الداخلية، أن "حالات الانتحار بلغت خلال العام الجاري 772 شخصا بارتفاع أكثر من 100 حالة عن العام 2020 الذي سجل 663 شخصا".
وأوضحت الوزارة أن "36.6 بالمئة من المنتحرين خلال العام الجاري كانت أعمارهم أقل من 20 عاماً، فيما تشكل نسبة الذكور 55.9 بالمئة، والإناث 44.1 بالمئة"، مبينة أن "أسباب ارتفاع حالات الانتحار تعود إلى الضغوط النفسية والعنف الأسري وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر في البلاد".
وتبلغ نسبة البطالة في العراق، الغني بالنفط، 27 بالمئة فيما تبلغ نسبة الفقر 31.7 بالمئة، وفق أحدث إحصاء لوزارة التخطيط العراقية. وتأثر العراق بشدة بانتشار فيروس كورونا منذ مطلع عام 2020، والذي تسبب بتراجع كبير في أسعار النفط الذي يؤمن نحو 95 بالمئة من نفقات الدولة.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟