تقرير انتخابات تشرين 2021.. انتكاسة دراماتيكية للأحزاب الحاكمة
2021/10/21
 
1395

2021/10/14

احمد القريشي

بكالوريوس قانون

طالب مرحلة ثانية اداب علم نفس

 

لقد رأينا أن الانتخابات قد أصبحت الوسيلة الوحيدة للجمهور لمعاقبة السياسيين السنة والشيعة باستثناء الكرد الن الوضع هناك

يختلف اختلاف جذري عن الوضع عند السنة والشيعة، في كردستان كما نعلم أن هناك حزبين مسيطرين على الساحة السياسية

ولهذا لم نرى مفاجأة تذكر في الساحة الكردية، ما علينا من الكرد ولنعود للضربات الموجعة التي تلقتها الكتل السياسية في الغربية

والوسط والجنوب

لنبدأ بالمفاجئة الكبرى والتي حدثت في الجانب الشيعي، الأحزاب الشيعية تتهاوى وتتلقى ضربة وعقاب شديد من الجمهور

والمرجعية

كيف متى واين؟

كما كان واضح أن الجمهور ساخط على الأحزاب الشيعية والوعود الكاذبة والفارغة قبل كل انتخابات وهذه المرة لن تنطلي أكاذيب فصل الربيع الانتخابي كما كان يحدث في السابق، لان الجمهور صار يعي ان بعد كل ربيع يأتي خريف طويل وال ينتهي الا بقدوم

الانتخابات القادمة، على مدار السنوات التي تلت الانتخابات ارتفعت أعداد العاطلين عن العمل وزاد الغضب الجماهيري على الكتل

الشيعية التي لم تكن تملك الا الشعارات الفارغة والبعيدة عن تطلعات جمهورها، وزادت الهوة بين الجماهير والسياسيين لدرجة

كبيرة حيث لم يتم معالجتها ولم تشخص اصال من قبل الأحزاب الشيعية وبقوا مكتفين بالوعود والاعتماد على الاحلام الوردية الخادعة وما خدعوا الا أنفسهم. وكما قال تعالى في كتابه الكريم "َو َما َيخَدعون ِالا َأنفسهم" وقد فعلوها وخدعوا أنفسهم بجدارة.

المرجعية تجلد السياسيين بالصمت واللامبالاة

 

لم نعهد مرجعية النجف بهذا الهدوء من قبل، خاصة وان كانت هناك انتخابات او ظروف فيها تقرير لمصير البلد والشعب، اعتقد ان المرجعية وما حولها من رجال أصبحوا غاضبين من الأحزاب الشيعية، وخاصة الموالية لإيران ونحن نعلم ان مرجعية النجف ليست على وئام مع مرجعية قم، لهذا رأينا ان النجف قد تخلت عن الأحزاب الشيعية لأنها رأت وشعرت ان الولاءات قد صارت ومالت أكثر من اللازم نحو قم وتركت النجف خلفها، وهذا ما جعل نداء المرجعية ضعيف وخجول في الترويج للانتخابات، وهناك أيضاً

اشارة أخرى تدل على تخلي المرجعية عن شيعة الاحزاب وهي قرار عودة صلاة الجماعة بعد يوم واحد من نهاية الانتخابات وبالتحديد بتاريخ 11/10/2021! وهذا هو الخبر كما نشر في وسائل الاعلام " بعد انقطاعها بسبب الأوضاع الصحية في البلاد..

عودة إقامة صالة الجماعة في صحن المولى أمير المؤمنين "عليه السلام" ولماذا بعد الانتخابات بيوم واحد؟ هل تغيرت الأوضاع الصحية فجأة! ام ان المرجعية لم تكن ترغب بالترويج في خطب الجمعة للانتخابات ولم ترغب في ان تكون في موقف يحرجها أمام

الجمهور والأحزاب، لهذا كان قرارها بعد الانتخابات وليس قبلها.

ولا ننسى ان المرجعية لم تسمي الحشد الشعبي باسمه الصريح في خطبها السابقة التي كانت تناشد فيها ابطال التحرير والانتصارات، بل كانت تكتفي بالإشارة للمقاتلين ولم تنطق كلمة الحشد ابداً وارجو ان اكون مخطى في هذه النقطة والله اعلم، المهم ان هذه الاشارات تبين الفجوة بين النجف وشيعة الأحزاب وايضاً، الصيحات التي انطلقت من الصحن الحسيني في أربعينية الإمام الحسين ع الأخيرة ضد الجارة إيران وأمام انظار المرجعية ووكلائها! وانشقاق الحشد العتبوي عن الحشد الشعبي.

 

الشباب ونقمة بدون لقمة

 

هل تعلم الأحزاب الحاكمة كم هو عدد العاطلين عن العمل ام انهم انشغلوا بالتخطيط لفشلهم الذريع وسقوطهم الحر، "فقد كشفت لجنة العمل والشؤون الاجتماعية والهجرة والمهجرين النيابَّية، عن بلوغ عدد العاطلين في البلاد نحو 15 مليونا كلام اللجنة كان بتاريخ ً

20 من الشهر الثالث من السنة الحالية، يعني ان أكثر من ثلث الشعب تحت مطرقة البطالة، هل كانت الأحزاب تعلم بهذه الأرقام ام انهم انشغلوا بأرقام اخرى! هذه الأرقام جعلت الشباب تدخل في نفق اليأس والعزوف عن كل دعوات المشاركة في تغيير الفاسدين

وتخلوا عن حقوقهم في الانتخاب

 

تزوير التزوير

 

لقد زورت الانتخابات قبل ان تزور، نعم فالماكنة العالمية المضادة عملت على تشويه الانتخابات قبل ان تبدأ ولا الوم هذا الاعلام، فقد كان على حق، لقد زورت الانتخابات كما كان يروج له وكما كان يصور للناس من إمكانية التلاعب بالنتائج من فلان وعلان

وصعود ونزول النائب كما يصعد وينزل الدولار في البورصة، لقد صارت الأمور بورصة وأموال أكثر من كونها عملية ديمقراطية حقيقية غرضها هو تحديد مصير شعب يبحث عن امان ولقمة تسد جوعه، ولأننا ذكرنا الاعلام المضاد لا ننسى ان نمر على قرقوز

الاعلام الموازي، واعلم انكم عرفتموه، واعتقد ان البعض سيرى انها عبارة قاسية ولكنني في الحقيقة لا اصفه الا بوصف واقعي ووصف دقيق لعمله ، فعمله عبارة عن كونه دمية في يد من يدفع ومن لا يدفع، فهمتم قصدي كما اعتقد، وهذا هو حال اغلب وسائل الاعلام للأسف، ولا ننسى الاعلام التابع، وما اقصده هنا هو الاعلام التابع والخاضع للأحزاب وما وراء الأحزاب، وهذا الاعلام لا الفائدة ترجى منه غير تلميع صورة الحزب ورجالات الحزب.

 

القرار رونك سايد وعابر للحدود والعقول

 

لا ننسى ان قبل وبعد كل انتخابات يأتي المبعوث الأمريكي والإيراني لتشكيل الحكومة العراقية! نعم يا عزيزي، لقد قرأتها كما هي والجملة حقيقة وليست من بلاد العجائب " مبعوث ترامب وسليماني يحثان الخطى نحو بغداد، يسعى بريت ماكغورك مبعوث

الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي، لوضع النقاط على الحروف في ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ليسبق بذلك قائد فيلق "القدس" الإيراني قاسم سليماني" هذا جزء من خبر قد تناقلته بعض وسائل الإعلام بتاريخ 16/8/2018 قبيل الانتخابات وتشكيل الحكومة في حينها، هل اقتنعت الآن ان القرار رونك سايد وعابر للحدود والعقول ولا يمكن ان يقبله العقل والمنطق! فكيف ننتظر ان نرى اقبال شعبي في الانتخابات والشعب يرى حكومته تتشكل من خارج حدود صناديق الاقتراع،

 

الأحزاب في المزراب

 

لقد كان وما زال الحزب الحاكم وكل شركائه في الحكومة يسيرون في مزراب ضيق وخاص بهم وحدهم، ضيق في النظر والافق وضيق في كل شيء الا في احلامهم الواهية، لا يرون ولا يشعرون بمن في الخارج ولا من في الخارج يستطيعون الوصول لمن في

الداخل، مزراب الأحزاب جعلهم كالمجنون الذي لا يؤمن ولا يشعر الا بنفسه ووجوده، اعتقد انهم صاروا كفرعون وظنوا أنهم لا يحتاجون الى السعي للبقاء ولا لتقديم شيء، استكبروا لدرجة ظنهم ان الشعب هو المدين لهم وليس العكس!

 

تغيير شعيط بمعيط

 

هل تعلم الأحزاب انهم صاروا بضاعة مبغضة وفاسدة ولا أحد يرغب بها، طبعاً استثني بكلامي جمهور الكتلة الصدرية، لأنهم جمهور يشتري البضاعة حتى وان كانت سمكة بالبحر الأحمر فقط ان قال السيد، المهم، نعود من حيث بدأنا، البضاعة الفاسدة بدلت

ببضاعة فاسدة أخرى، وهذا ما جعل الجمهور يغضب أكثر، كل الاسماء التي كانت مطروحة لم تلبي الطموحات والكتل والأحزاب لم تنزع ثوبها العفن، بل أصرت على النزول للعرس بثوبها البازة الذي لا يلبي طموحات العصر الحديث، اعتقدوا أن شعارات

النصر على داعش ما زالت تعمل وستبقى تعمل ليوم الدين! من قال لهم أن زهو النصر سيبقى ولن ينطفئ وسيبقى لأبد الأبدين!

 

الجهاد في ساحة الفردوس

اعتقد ان أحزاب المقاومة لم تعي ان ساحة المعركة تختلف عن ساحة الفردوس وساحة التحرير وساحة المدرسة وساحة كرة القدم، لم تفرق بين البيئات المختلفة ولهذا رأينا أحزاب المقاومة تتعامل مع كل البيئات على كونها ساحات معركة وجهاد وهذا خطأ عظيم

وانتحار سياسي واجتماعي، الناس تقدر وتحب شجاعة المقاتل في ساحات المعركة ولكن المقاتل يبقى مقاتل ولا يمكن ان نبدل الادوار على حساب الكفاءة والمسؤولية، مسؤولية المقاتل في ساحات القتال للدفاع عن وطنه وشعبه وأرضه لا ساحات السياسة ودهاليزها، انا هنا لا أنكر او انفي او امنع ان يدخل المجاهد في السياسة، ولكن قبل أن يدخل يجب ان تتوفر فيه الشروط المناسبة للعمل في السياسة، وهذا ما لم يتوفر في أغلب الشخصيات التي طرحت نفسها للساحة السياسية.

 

أحزاب المقاومة تكتب بالكلاشنكوف

 

وهذا هو الخطأ الثاني، ان تستعمل الأداة غير المناسبة في الزمان والمكان غير المناسبين، وجود السلاح غير المبرر في بعض الأحيان في المكان والزمان غير المناسبين جعل هذه الأحزاب لقمة سائغة للأعلام وفرصة سهلة لتسقيطه والأنقضاض عليه، ان تحاول كسب الشباب بالقوة او في ابراز او استعراض القوة هذا غير صحيح وخطير وغير مناسب ابداً، لم تمتلك اغلب الأحزاب الشيعية اي توجه فكري أو اجتماعي أو ثقافي جدي، كل ما هناك هو السالح والإعلام! نسوا ان هناك ساحات واسعة يمكن ان يتوغلوا فيها، الشباب والبنات والاطفال والنساء والرجال وغيرهم من الفئات التي يمكن ان تكسب كلٍ حسب احتياجه الاجتماعي والثقافي، نسوا ان يفتحوا المدارس والمستشفيات والنوادي الثقافية والجامعات وغيرها.

 

النوم في الفساد

هناك الكثير من صفقات الفساد التي صارت كلام الشارع والاعلام وصارت الوزارات هي البقرة الحلوب للأحزاب ومصدر رزقهم الكبير في تمويل الجيوب والبطون "صنفت منظمة "الشفافية الدولية" العراق في المرتبة 117 من أصل 133 دولة عام 2003، قبل

أن يتقهقر الحقا إلى المرتبة 169 من بين 180 دولة" كما هو واضح ان الأحزاب الحاكمة تعمل على قدم وساق على تصدر قائمة الفساد الدولي وهم على قدر المسؤولية لذلك! وعلى حسب بعض المصادر التي ذكرت ان حصة المقاعد النيابية في انتخابات 2018

للمكون الشيعي مجتمعين هو 192 مقعد، وهذا العدد هو كافي لإزالة الفاسدين من الانس والجن وليس الوزراء فقط، ولكنهم وللأسف اتفقوا ان يتفقوا على الشعب المسكين.

 

وهناك بعض الأسباب الأخرى التي سأذكرها باختصار

- فشل الماكنة الإعلامية للأحزاب في الترويج للانتخابات

- الفقر الواضح في البرامج الانتخابية وعدم وضوح الرؤية

-العزوف العام من أبناء الشعب بسبب اليأس والخيبة من فشل القيادات

- الوعود الكاذبة في الماضي القريب

- خسارة الزخم الجماهيري

- فقدان الثقة في المفوضية العليا للانتخابات وخاصة في استقلاليتها

- الايمان بالسلاح وحده لحل المشاكل

- الفشل في التعامل مع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي "سوشيال ميديا"

- الجهل بالتعامل مع الجمهور

- التشتت في الصفوف وعدم توزيع المرشحين بصورة صحيحة

- الافتقار للشخصيات الاجتماعية والقيادية

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟