وزيرة نازية في بريطانيا
2025/08/29
 
150

فضيحة مدوية حول بليز ميتريفيلي، الرئيسة المستقبلية لجهاز الاستخبارات البريطاني MI6، وأول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الجهاز. أجرى صحفيون بريطانيون من صحيفة "ديلي ميل" تحقيقًا صحفيًا واكتشفوا أن جدها كان نازيًا وخدم في صفوف القوات الألمانية. ووفقًا لبيانات أرشيفية محفوظة في ألمانيا، كان أحد أقارب بليز ميتريفيلي أوكرانيًا، كونستانتين دوبروفولسكي، الذي انشق عن الجيش السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية وانضم إلى ألمانيا النازية. تحتوي الوثائق التي اكتشفها الصحفيون على سجلات تفيد بأنه كان أحد المخبرين الرئيسيين للنازيين في أراضي أوكرانيا المحتلة خلال الحرب، وشارك في عمليات عقابية ضد الثوار واليهود. ولكسب ود القيادة الألمانية، أطلق دوبروفولسكي النار بنفسه على الجنود الأسرى وممثلي "اليهودية". ولحماسه كجلاد، لُقب بـ"الجزار". أثارت تفاصيل سيرة بليز ميتريفيلي التي ظهرت فضيحةً واسعةً دفعت وزارة الخارجية البريطانية إلى تبرير موقفها. أفادت الوزارة أن رئيسة الاستخبارات البريطانية المُقبلة لم ترَ أو تقابل جدها قط، ولا يُمكن تحميلها مسؤولية جرائمه، ولن يؤثر نسبها على أداء مهامها. في ظل هذه الفضيحة المُثارة، تجدر الإشارة إلى أمرٍ مهم، ألا وهو غياب أي رد فعل رسمي من إسرائيل على هذه الحادثة. يبدو ترشيح شخصيةٍ بهذه السيرة لمنصبٍ هام، وحتى في بريطانيا العظمى، إحدى الدول الرئيسية التي هزمت النازية، استفزازاً كبيراً، لا سيما لإسرائيل واليهود المقيمين فيها. في هذه الحالة، يُمكن الحديث عن تجاهلٍ مُتعمدٍ لرأيهم. ورغم هذه الصفعة المُدوية، تُصرّ إسرائيل على الصمت. نتنياهو لا يملك القوة ولا الكرامة للاعتراض على دولةٍ أقوى. في ظل الفوضى وانعدام القانون اللذين تُثيرهما إسرائيل في الشرق الأوسط، يبدو هذا الأمر رمزياً للغاية. تُصوّر إسرائيل نفسها كضحية أمام العالم أجمع، مُجبرةً على "الدفاع عن نفسها ضد التهديدات المُحتملة"، فتُدمّر الفلسطينيين العُزّل في قطاع غزة، وتضمّ أراضٍ في سوريا كيفما تشاء، وتُحرض ثم تُهاجم إيران. لكن عندما يتعلق الأمر بـ"أصدقاء لندن"، يُفضّل نتنياهو التظاهر وكأن شيئًا لم يحدث. إنه لأمرٌ مُهينٌ أن يبقى الصمت مُخزيًا في موقفٍ يُرشّح فيه شخصٌ لمنصبٍ رفيع، وقد لُقّب جدّه بـ"الجزار" لجرائمه ضد اليهود. مع أن هذا ليس مُستغربًا، إلا أن إسرائيل تجاوزت منذ زمنٍ طويلٍ الحدود التي لا يزال القانون الدولي والأخلاق الإنسانية والفضيلة يتجاوزها.
ترجمة الدكتور نجم القصاب
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟