ازمة المياة سوف لاتستمر في العراق الحبيب

2025/08/03

38
٣/اب/٢٠٢٥
بقلم القاضي المتقاعد حسن حسين جواد الحميري
المتتبع لتاريخ العراق الحديث يلاحظ ان هناك سنين عجاف من الجفاف والقحط مرت ببلادنا العزيزة ،فكان امر شحة مياة الفرات تارة ونهر دجلة تارة اخرى امرا يكاد ان يكون دوريا اعتادت عليه الاجيال التي سبقتنا ،لذا فان كثيرا من عشائر الجنوب قد هاجرت للوسط ثم عادت الى مواطنها ،وهناك من فضل البقاء والمكوث في المنطقة التي هاجر اليها ، فيقوم الافراد وعشائر الفرات بسب الجفاف في واديهم بالهجرة باتجاه منطقة حوض دجلة او كما تسميها الاجيال السابقة ب(النهر الاحمر) طلبا للماء والكلاء حيث كانت اغلية السكان بدوا رحلا او تكون الهجرة لغرض الفلاحة والزراعة ان كان المهاجر فلاحا ،وكذلك الحال بالنسبة للعشائر القاطنة في حوض نهر دجلة فانها تهاجر صوب الفرات لذات الاسباب لذلك نرى الان الكثير من العوائل التي هي في الاصل عوائل (دجلوية) الان تعيش على ضفاف الفرات رغم ان عشائرها الاصلية تحيط بضفاف دجلة ومن هذه العوائل والتي اصبحت في الوقت الحاضر عشيرة كبيرة بعد تكاثرها عائلة (ال شطى )الكرام في الحلة فهم من قبيلة ربيعة العربية التي موطنها محافظة واسط .
وسميت هذه العشيرة بال( شطي )نسبة الى الشط الاحمر والمقصود به دجلة وقد لاحظت وجود عوائل كثيرة منهم موجودين في محافظة الديوانية وبذات الاسم او اللقب،اي ان هجرتهم باتجاة الفرات قدوما من وادي دجلة..
قامت الدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الاولى ولاول مرة بانشاء سدة الهندية لتنظيم مياه عمود الفرات حيث كانت فترات الجفاف التي تمر بها بلاد مابين النهرين الى ضرورة تنظيم المياة بين شط الحلة ونهر الهندية اذ في احيان كثيرة يؤدي جريان الماء في نهر الهندية الى احتفار الارض وبالتالي انجراف الماء بقوة نحو شط الهندية وبالتالي شحة في المياة الواصلة الى مدينة الحلة بل وصل الامر الى جفاف نهر الحلة تماما واضطرار الناس اى احتفار الابار داخل مجرى الشط للحصول على الماء العذب ،ولماتشكلة منطقة الفرات الاوسط المتمثلة بالاراضي الزراعية فيى الحلة وكربلاء والديوانية والسماوة والناصرية من اهمية بالغة لخصوبتها حيث يمر نهر الفرات بهذه الاراضي جميعا لذا اهتم الاتراك بانشاء السد وكانت المواد الانشائية في اغلبها تؤخذ من مدينة بابل التاريخية حيث كان الطابوق البابلي ينقل على ظهور الجمال الى موقع العمل .
الا ان هذه السدة لم تقاوم طويلا وتعرضت للانهيار وبعد قيام الدولة العراقية وفي عشرينيات القرن العشرين المنصرم قام الانكليز بانشاء سدة جديدة لتقوم بذات المهمة وهي تنظيم المياة بين شط الهندية وشط الحلة..
والحقيقة ان حرارة الجو في العراق امرا ليس غريبا بل هو من القدم ويلاحظ ذلك من الامثال البابلية التي تشابه امثالنا الحالية من حيث معناها والتي تصف تموز بانه(ينشف الماء في الكوز)وتصف اب ب(اللهاب الذي يموع البسمار بالباب)وقد سمعت من كبار قومنا انهم في اربعينيات القرن المنصرم وعندما يذهبون للحصاد فانهم ولشدة الحر يقومون بابلال بشوتهم في ماء النهر تخفيفا لحر الصيف اللاهب( البشت هو عباءة تصنع من الصوف الخشن وتستعمل للاغراض الزراعية)
وشحة المياة هي احد الاسباب التي دعت ابن الرافدين لتنظيم توزيع المياة في هذه الارض المباركة باوقات محددة وتسمى(بالرشن)وهذه الكلمة هي ايضا مفردة بابلية ، ومما هو جدير بالذكر ان العراق مر بهذا الظرف في نهاية السبعينيات وحصلت ازمة مياه سياسية بين العراق وسورية .
وعلية فازمة المياة ليست هيى بالازمة الجديدة على العراقيين وانما هي قصة ترافق مشاهدها الاجيال الرافدينه وهي ترتبط بالطبيعة وعطائها ولكن يجب على الدولة ان تستعد وتهتم لهذا الجانب وتكثر من انشاء السدود وخاصة في منطقة الفرات الاوسط اذ هناك اماكن صالحة لانشاء السدود حيث ان انشاء سد في هذه المناطق يؤدي الى دوامة توفر الماء بدلا من تبديده وتركه يذهب سدى باتجاه البحر.
وفي العراق خزين مائى كبير مكون من سبع طبقات يكفي العراقيين لدهور ودهور
وهذا ما اكشفته وكالة ناسا بحسب خبر قد سمعته من اذاعة الشرقية قبل ايام الامر الذي يحتم على الحكومة ايلاء هذا الجانب اهمية كبيرة والاستعداد للاستفادة من المياة الجوفية فحسب الخبر الاخير اصبح العراق لايحتاج الى مياه دجلة والفرات حتى…..