
2025/06/21

36
١٨/٦/٢٠٢٥
بقلم القاضي المتقاعد حسن حسين جواد الحميري
اعتاد الكيان الصهيوني على مفاجئة البلدان العربية من خلال مباغتتها بهجمات تقضي على قدرات جيوشها في فترة قصيرة لاتتجاوز الاسبوع كما حصل ذلك في حرب ١٩٤٨ وحرب ١٩٥٦وحرب١٩٦٧ يساعدها في ذلك مساعدة اوربية وامريكية التي لم تبخل عليها بتزويدها بكل مايساعدها في تحقيق انتصاراتها في هذه الحروب الخاطفة من اسلحة حديثة وطائرات متطورة واليات قتالية كالدبابات وخبرات فنية متطورة لبناء جيشها ونظم الكترونية تسهل عملياتها العسكرية وتيسر لها الاستمكان وتؤدي الى الارباك والتضليل لدى الجانب العربي .
يضاف لذلك ان الدول العربية كانت في ذلك الوقت دول حديثة النشوء والتاسيس ولا معرفة لها بالعلوم او الصناعة وانما هي في واقعها انذاك ولازالت مجتمعات قبلية بدوية تسودها الامية والامراض الاجتماعية والصحية وتجهل استخدام الاليات في القتال مع العدو ولازالت تحسن فقط استخدام السيف والرمح لاغير في المعارك التي تحدث في بيئتها لتحقيق النصر وبعيدة كل البعد عن التطور التكنلوجي والعلمي وتعتمد في ادارة شؤونها على مستشاري الدول الغربية في تيسير شؤون وزاراتها وجيوشها بخلاف دولة الكيان حيث ان اكثر الوافدين الذين اسسووا هذا الكيان المصطنع قد اتوا
من واقع صناعي متطور ،لذا سرعان ما استطاعوا من الارتقاء بكيانهم من خلال اقامة المصانع والسير بمحتمعهم على اسس علمية متقدمة والترقي بجيشهم نحو الافضل من خلال انشاء المصانع العسكرية والمدنية وتدعيم قوتها العسكرية لاقصى مايمكن من خلال القنبلة النووية التي هيأت لصنعها من بداية تاسيسها فارسلت البعثات العلمية التي كانت ابتعاثها تترا الى امريكا واوربا فعادوا اليها بزمن اقل من عقد بعلوم الكيمياء والفيزياء وكللت مساعيها بانتاج القنبلة الذرية.
وكل ذلك حدث في جو ديمقراطي يساعد على التفكير والانتاج ويعزز حب الوطن ،بخلاف البلدان العربية التي لم تولي هذه الجوانب اي اهمية تذكر وهي بذلك انقسمت بهذا الصدد الى قسمين :
القسم الاول الانظمة العسكريةالتي اطاحت بالانظمة الملكية في مصر والعراق وليبيا اقتصر هم اصحاب الانقلابات العسكرية فيها على تكريس سلطاتهم ونفوذهم وتعزيز امجادهم والسعي للاطاحة بعضهم ببعض كما لاحظنا ذلك بوضوح في العراق من خلال الانقلابات المتوالية التي اساءت للاستقرار الاجتماعى والسياسى وعصفت بالتطور الاقتصادي الذي اصبح في نهاية اهتماماتها فركدت تلك النهضة العلمية كما هبطت الروح الوطنية لابناء الشعوب العربية لشدة الظلم الذي يقع عليها من سلاطين لاهم لهم الاالكرسي والتشبث به ،فتراجع الامل لدى مواطني العرب فكان الهروب من الداخل للخارج للنجاة بالنفس متى كان ذلك ممكننا.
تراجعت التنمية في البلدان العربية بسبب الجهل الغاشم ويدفع نحو هذا الاتجاة العدو الصهيوني الذي اخذ يمارس دورا شيطانيا من خلال سعيه الدؤوب في الوقوف في طريق التنمية وتقدم الشعوب العربية.
اما القسم الثاني من الانظمة العربية فقد سار وبتوجية من الانظمة الاستعمارية بتحبيذ حياة الرفاهية للجيل الحالي دون الاخذ بنظر الاعتبار الاهتمام بتطوير امنها الاقتصادي والعسكري معتمدة على الحماية الغربية فاهملت هذا الجانب كثيرا بل ان بعض من هذه الانظمة قد قبلت لنفسها دور الشرطي الغربي لتاديب جيرانها من شقيقاتها العربيات من الدول الضعيفة ،وكانت اذا اضطرت للمشاركة في حرب عربية اسرا ئيلية هو المشاركة بالمال فقط دون الرجال والسلاح ،وهذا بالتاكيد هو مايقر عيون اليهود بل وصل الامر الى حد التطبيع معهم وفتح السفارات والتواصل الدبلوماسي وتبادل التهاني والتبريكات باعتبارهم كما يدعون انهم ابناء عمومة يدعونها قبل الاف السنين ،وياليت ان هذه العمومة تجد لها موقعا لها مع ابناء جلدتهم وعمومتهم العرب المجاورين ،فنجد ان لهم عواصف حزم على ابناء اليمن فآذت وآلمت ،ويالت هذه العاصفة ان تنال من ابناء عمومتهم الوهميين في تل ابيب ولكنها عمومة الذل والكذب والخداع.
اليهود المشهورين بخبثهم وشرورهم هم المسؤولين عن هذا الوهم وهم المباشرين والمسببين للحرب العراقية الايرانية وهم من دفعوا بهذا الاتجاة ليقاتلوا الثورة الاسلامية في ايران وهي لازالت في مهدها فجيشوا ضدها النظام السابق في العراق وامدوه بالسلاح والخبرات مدعوما بالمال من الدول الخليجية ليشعلوا حربا بين الاخوة وليطيلوا امدها لثماني سنوات عجاف قد احترق فيها الاخضر واليابس ،وليجدوا بديلا للعداء العربي الصهيوني ليكون الفرس المسلمين والجيران هم اعداء العرب وهكذا كان وابتعد العراق عن التنمية التى كان قد مشى فيها خطوات متواضعة .
اما انظمة الخليج وبتوجية امريكي صهيوني فقد قامت بدعم النظام في العراق بالمال ليقوى على المقاومة ،وما ان تحطمت قوى العراق واسنفذت حتى وجدوا للعرب مهلكة اخرى وهي خلق انشقاق اخر بين اخوة الامس المتضامنين ليكون القتال بين اخوة في الدم والجيرة ،ولتستنجد بهم دول الخليج بعد ذلك لتخلصهم من هذا الاخ الاخرق اذي اصبح عدوا ناكرا للجميل ،وكم هو فظيع كيف للانظمة الخليجية ان تطمئن لابن عمها اليهودي فترتمي باحضانه وتخاف وتخشى من الاخ والجار وحليف الامس،وهذا يدل دلالة واضحة على عدم وجود رؤية استراتيجة واضحة لدى الانظمة العربية في التعامل مع محيطها الخارجي.
كانت الحرب العراقية الايرانية بكل مساوئها نعمة على ايران اذ وبسبب من الحصار الذي فرضه الغرب عليها فقد اعتمدت على نفسها وارتقت بواقعها من خلال تطوير صناعاتها العسكرية والمدنية وهاهي تعتمد على نفسها في صناعة الطيران والسيارات والادوية والاقمار الصناعية،فقفزت ايران قفزات متوالية كبيرة وجبارة اذهلت اعدائها واعجبت وافرحت اصدقائها ،كل ذلك بسبب حب القادة الايرانيون لوطنهم وسعيهم المستمر للنهوض به خلال فترة وجيزة في عمر الزمن وكان من الاسباب الاخرى للتقدم الايراني هو استقرار النظام السياسي وعدم خنوعه واستقلالية قراره السياسي رغم ضراوة الهجمة علية منذ اكثر من نصف قرن تقريبا .
باغتت اسرائيل ايران في هجومها يساعدها في ذلك مكر وخديعة من جانب الولايات المتحدة الامريكية كونها تسعى لانهاء الخلافات بالطرق الدبلوماسية حول الملف النووي الايراني فاصبح ظاهر الحال حول هجمة قريبة بعيدا، لكن هذا الهجوم الصهيوني وان كان مباغتا وفي حزيران الا انه يختلف عن هجوم حزيران ١٩٦٧ ،يختلف لانه وقع فيى دولة قد طور نظامها السياسى من قاعدة البلاد العلمية والصناعية وانشاء الصناعات التي تستغني فيها البلاد في دفاعها عن نفسها عن البلدان الاخري ،ولذلك فما حلت مفاجأة الهجوم سئ الصيت حتى استطاعت الدولة الايرانية من اخذ زمام المبادرة ليتلقى الكيان الصفعة تلو الصفعة والضربة بعد الضربة، فلم تعد تنظر توارد الاسلحة من روسيا كما فعل العرب ولم تخشى ايران ان ينقطع عنها توريد السلاح ،بل هي كانت من تصدره لروسيا وغيرها من الدول ،وها هي اسلحتها تنتقم للقضية الفلسطينية ولشهداء فلسطين فتدك صواريخها تل ابيب وحيفا وتشعل النيران فيها وتدخل الرعب في قلوب الطاغوت ولتسقط عليهم سماواتهم كسفا من شهاب وابابيل وسجيل وقادر وفتاح والحاج قاسم سليماني حتى ضاقت وتضائلت امانيهم الضالة وتبخرت .
القضية الفلسطينية وكما اعتقد هي ليست قضية العرب فقط ولا قضية الايرانيين فحسب وانما هي قضية المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ،كان من الاخطاء الكبرى فيما مضى ان تحمل العرب على كاهلهم وحدهم مهمة الدفاع عن فلسطين في حين هى قضية جميع المسلمين ، كون الغاية من انشاء الكيان اللقيط هو لتجزئة المسلمين والعمل على تفكيكهم واضعاف قوتهم وعليه فالواجب والواقع يفرض على الدول الاسلامية مثل تركيا واندنوسيا وباكستان وافغانستان وماليزيا الوقوف الى جانب الجمهورية الاسلاميةالايرانية ومساعدتها ومساعدتها ومساندتها بالمال والسلاح والنفس فالهدف الصهيوني هو ليس دولة محددة وانما هي تستهدف الدول الاسلامية الواحدة بعد الاخرى، هدف الصهاينة هو القضاء على القوة الاسلامية وعلى الفكر الاسلامي المناهض للفكر الماسوني الصهيوني،وعلى الدول العربية المطبعة وتلك التي هي فى دور التطبيع ان تتخذ موقفا شجاعا وتسعى في تنمية مجتمعاتها وتتخذ من التجربة الايرانية نموذجا لها يحتذى في الارتقاء بواقع المجتمعات العربية والابتعاد عن سياسة الخضوع والخنوع لاسرائيل والولايات المتحدة الامريكةفتسعى حثيثا نحو تطوير صناعتها العسكرية قبل اية صناعة اخرى فالدول المهابة احترمت لقوة سلاحها الفتاك وليس فقط لثرائها او لصناعتها المدنية، وماضاع حق وراءه مطالب،ان الله ناصر عباده المؤمنين….