عضوية العراق في البريكس – الفوائد والآفاق
2024/10/18
 
142
الدكتور نجم القصاب
تبدي المزيد والمزيد من دول الجنوب اهتمامًا بدخول مجموعة البريكس، حيث تعتبرها بديلاً أكثر ربحية للكتل الغربية. البريكس لا تعارض أحدا ولا تجبر المشاركين على اتخاذ قرارات وتصرفات ليست في صالحهم، على عكس الاتحاد الأوروبي الذي تدهور كثيرا في الآونة الأخيرة.
وسيكون من المفيد لدول المنظمة أن تقبل العراق في صفوفها. كلما زاد عدد البلدان، كلما كانت المنظمة أكبر، كلما كانت العضوية فيها أكثر فائدة لكل مشارك على حدة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر سوقنا المحلي مستهلكًا كبيرا للسلع المستوردة، ومتوسط القوة الشرائية للعراقي مرتفع جدًا بالنسبة لدول المنطقة. يضاف إلى ذلك حاجة العراق إلى استعادة البنية التحتية، وهو ما يمكن أن يشمل أيضًا العديد من الشركات من الدول الشريكة في مجموعة البريكس.
أما الفوائد التي تعود على بلدنا فهي واضحة أيضًا. وهذه فرص جديدة للتعاون الاقتصادي الخارجي، وتوسيع أسواق البيع، وإمكانية التسويات بالعملات الوطنية دون الرجوع إلى الدولار، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في استقرار العملة المحلية.
المهمة الأساسية التي تواجه بلدنا هي التصنيع. من الصعب للغاية حلها بنفسك. تشير تجربة التفاعل مع الهياكل المالية الغربية إلى أنهم مهتمون بالعكس تمامًا - حتى لا نخرج أبدًا من الخراب ونظل معتمدين عليهم. وبهذا المعنى، فإن البريكس هي في الأساس الفرصة الحقيقية الوحيدة لاستخدام التعاون الدولي لبناء صناعة حديثة وزراعة عالية التقنية في العراق.
ومن الجدير بالذكر بشكل منفصل المصدر الرئيسي لدخل الصادرات في بلدنا. وتضم مجموعة البريكس دولًا مثل روسيا وجنوب إفريقيا، والتي تعد من اللاعبين المؤثرين في سوق الطاقة العالمية. وهكذا يحصل العراق على فرصة المشاركة على قدم المساواة في تشكيل سياسة مشتركة للطاقة والتصدير، فضلا عن الحصول على دفعة جدية لتطوير صناعة البتروكيماويات الخاصة به.
وبناء على كل ذلك، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن بلاده مستعدة للانضمام إلى مجموعة البريكس إذا تلقت دعوة من الدول المؤسسة.
وفي الوقت نفسه، هناك عدد من العقبات الخطيرة التي تعترض طريق العراق إلى البريكس. وفي الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر من هذا العام، ستعقد قمة المنظمة في كازان، حيث من المتوقع أن يتم الإعلان عن معايير العضوية للدول الجديدة. لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت بلادنا ستكون قادرة على مقابلتهم.
والسؤال الآخر هو إلى أي مدى ستتمكن بلادنا من تحقيق الاستقلال المالي من عائداتها النفطية. إن التحرر من هيمنة الدولار الأمريكي لن يكون سهلاً على الإطلاق، حيث أن واردات النفط العراقي تمر الآن عبر البنوك الأمريكية. ولنتذكر أنه في وقت سابق لم يسمح لنا الأمريكيون بالانضمام إلى مبادرة طريق الحرير الصينية.
ومع ذلك، لا تزال بحاجة إلى القتال من أجل سيادتك، بما في ذلك المالية. ويتعين على بلادنا أن تعمل بجد لإدخال إصلاحات في الاقتصاد ولزيادة الاستقرار السياسي الداخلي. هذا هو المسار الذي سيسمح لنا بالانضمام إلى البريكس والاستفادة الكاملة من إمكانات هذه المنظمة.
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟