
2023/11/26

257
بقلمي ..هديل احسان ...
...........البدايه.........
.....في صباح احد الايام وعندما استيقضت وحسب توقيت ساعتي البايالوجيه ومثل كل يوم ابدا نهاري بتحظير وجبة الإفطار وبعد اخذ رشفة من فنجان القهوه وتصفح الجريده هممت بارتداء ملابسي للذهاب إلى العمل
والان حقيبتي في يدي ومفتاح السياره في اليد الأخرى...
ولكن .....إلى أين......
......لقد نسيت اني بالأمس كان آخر يوم لي في العمل ...وبعد خدمة دامت أربعون عاما ....
يالها من مده .....
أربعون عاما من العمل بدون كلل ...وبدون حتى اجازة واحده
اليوم هو بداية ايام التقاعد
....ذكرت الكلمة وكان صاعقة ضربت عقلي ...
ماذا أفعل.....
لا أعرف أن أفعل شيئا اخر سوى العمل ...
وهنا عدت الي داخل المنزل اتعثر بخطواتي نصف عقلي يرفض التصديق والنصف الاخر يحاول إقناعي بالخروج وإكمال يومي وكان شيئا لم يكن ....
ياالهي انه حقا يومي الأول
عدت إلى طاولت الطعام كان فنجان القهوة لايزال ساخناً
والجريدة بجانبها
وضعت حقيبتي والمفاتيح
بقيت انظر الي الاشياء بصمت
لا أعرف كم مضى من الوقت ولا اريد ان اعرف ....كان الهدوء يملاء المكان عدى أصوات الشارع .... ودقات عقارب الساعه التي كانت تذكرني بأوقات العمل ..
وبعد ساعات من الصمت الطويله والتي بدت لي وكانها لاتنتهي ....
........قمت من مكاني قاصداً غرفة نومي لتغيير الملابس مقتنعاً بأن حياتي السابقه قد انتهت
لامزيد من الأوراق والاقلام المبعثره لن اسمع رنات الهاتف لن تكون هناك اجتماعات ومناقشاتٍ حول موضوع ما .. لن اتسابق مع السيارات في الشارع كي اصل الى مكتبي في الوقت المحدد ...
وكانها نكسة جديده في حياتي وقد كانت نكستي الأولى بعد وفاة زوجتي منذ ثلاثة أشهر
في داخلي ....هناك شيء مهم من حياتي قد فقد .....
.... كنت غارقا في احلام اليقضه حتى دقت الساعة الثانية عشر ليلا .....عندها عدت إلى واقعي كما هو الحال في قصة السندريلا.....
غيرت ملابسي وذهبت إلى النوم محاولا عدم التفكير في ما حصل ...ولكن هيهات .....
لم يغمض لي جفن حتى حل الصباح
مضى على هذه الحال ثلاثة أيام
لم اخرج من منزلي كنت أحاول أشغال وقتي بقراءة كتاب ولكني فشلت
استرجعت ذكرياتي مع زوجتي
ترى كيف كانت تقضي وقتها طوال تلك السنين كانت دائما مبتسمه دائما ماتخبرني انها كانت تعمل طوال النهار
ترى ماذا كانت تعمل ......علامات استفهام كثيره رسمت على وجهي ...عندها اتجهت إلى النافذه ...ياله من منظر .....
لدينا حديقه كنت قد نسيت الأمر تمام .....خرجت إليها مسرعا ولكن .....كان المنظر موحشا ....الازهار ذبلت الحشائش جفت من شدة العطش وتلك الشجيرات الصغيره احنت اغصانها وكانها حزينة لفقدانها شيئا ما
سياج الحديقة مهمل ويحتاج إلى تجديد ....
هنا كانت تقضي زوجتي وقتها
يجب أن أفعل شيئا ....
دخلت إلى مخزن الأدوات....
كان كل شيء مرتب في مكانه بحث عن الكفوف التي كانت تستعملها زوجتي في الحديقه وبعض الأدوات
.....خرجت وبدأت العمل
ازلت النباتات الميته والاغصان اليابسه فتحت الماء وبدأت بسقي الأرض..
لدي الكثير من العمل لافعله .....
وبعد مرور بضعة أشهر...
تغير الحال إلى الأفضل
تلونت الحديقة بالازهار الجميله كانت الفراشات تنتقل من الزهرة الحمراء الي الصفراء والبيضاء
في كل زهرة تشم عطرا يختلف بجماله عن عطر زهرة اخرى
أشعة الشمس في كل مكان وكانها تبعث الحياة على كل النباتات
أغصان الأشجار تتمايل يمينا ويسارا وكانها تقول لي شكرا لانك اعتنيت بي تغير لون الأرض وكانها غطت ببساط أخضر جميل بنت العصافير اعشاشها من جديد
أحاول ان المس كل ماهو جميل في حديقتي عندها علمت سر سعادة زوجتي الدائما حينما ترى ثمار جهودها بهذا الجمال
الان وقد أدركت بأن حياتي لم تنتهي بتوقفي عن العمل
ولكنها كانت بداية لحياة جديده كنت غافلا عنها ....