دكتور باسل حسين

هناك تفسير يتخطى العامل السياسي الذي قد يكون الوجه الرئيسي الظاهر من الصراع، لكن هذا الصراع يبطن في داخله صراعا أشد وأكثر ضراوة وهو  يتعلق بالصراع حول الموارد والنفوذ، ففي السنوات الأولى التي أعقبت احتلال العراق عام 2003 وتغيير النظام السياسي كانت هناك حركات واحزاب شيعية محدودة وكل طرف تمكن من مساحته في النفوذ والتأثير والموارد، والصراع بينهما كان مقنن وحدوده معروفة ، لكن مع مجئ قوي السلاح السياسية إلى المشهد السياسي بعد داعش، لم تعد هناك مساحات كافة في فضاء النفوذ والمصالح الشيعية، ومن هنا  يسهل علينا فهم  سبب ذهاب معظم قوي السلاح الجديدة للصراع على الموارد في المناطق السنية، لأن ذهابها إلى مناطق مصالح القوى السياسية التقليدية الشيعية كان  سيثير بلا شك صراعا مفتوحا، لكنه صراع مؤجل لأن نظر كل طرف من الأطراف القديمة أو الصاعدة هو مناطق نفوذها الحقيقية  ومع توالد القوى السياسية ومع وجود السلاح وغياب التوازنات أو عدم القبول بها   فضلا عن التدافع المتزايد حول   النفوذ والصراع على الموارد لم يعد ممكنا تجاوز الصدام الحتمي فالتوالد مستمر ومساحات المصالح بدأت تضيق شيئا فشيئا.وبالتالي فالصراع حتمي.
البديل هو الدولة والخضوع إلى اشتراطاتها وكل حديث غيره هو حديث بلا طائل.