وَهَمْ الأصابع البنفسجية
2021/10/05
 
3407

 عدنان شاكر

 

الأمل ينطفىء مع كل انتخابات نيابية تجري في العراق ، دون أن يرى الشعب في فضائه السياسي جديدا . بل قديم يلبس قديم ، وباطل يلبس حق ، ودكتاتورية جديدة مدهونة بكريمات ديمقراطية منتهية الصلاحية ، وساذج وغبي ومجنون من يتوقع أن تنجب البلاد ديمقراطية من كيانات ماضوية فاقدة لشرعية العصر ونبض الحياة .

إنتظر العراقيون ، دستور وانتخابات لتلد لهم عراقا مغايرا متحضرا على ذمة الشعارات التي كانت مرفوعة آنذاك . فجاء الدستور وجاءت الانتخابات ، وإذا بأحلام الليل أقسى من عذابات النهار ، وإذا بالأغاني الحزينة تحمل معها مرارة الملح الذي فسَدْ ، وظل غدهم يؤجله الحاضر إلى أجل غير معلوم ، في زمن تعيس لا ماضيه يمضي ولا مستقبله يلوح من بعيد .

العراق الجديد الذي رسم ملامحه مجلس الحكم الموقت ( السيء الصيت ) والذي جاء بقوة دَكْ الاحتلال الأمريكي لا بقوته هو ، رغمًا عن ارادة العراقيين الوطنية ، ورغمًا عن مبدأ مسؤولية الشعوب في تقرير  مصيرها ، هذا المجلس اللعين أنتج طبقة سلطوية فرضت ذاتها بصلافة الرفض للحل . وجُل معضلتها إنها لا تفرق بين النور والظلام ولا بين العلم والجهل ولا تميز الخطأ من الصواب ، وهي تسبح في بحر الأخطار من دون بوصلة ، لكنها تعوم في بحر الفساد بألف بوصلة وبوصلة . ومع ذلك أصحابها يحاولون إقناع الناس بأشياء هم لم يؤمنوا بها أصلًا ، فهم على أقل تقدير لديهم قناعات معلبة تنتهي صلاحيتها متى تعارضت مع مصالح أسيادهم .

طبقة سلطوية حاقدة فاشلة ، تصم أذنيها عن كل ما يجب أن تسمعه ، وتمضي سادرة في غيها دون مراعاة لمأساة العباد وتطلعات الوطنيين الاحرار الذين يكافحون قدر الإمكان إيقاظ حواسها الممسوسة بخداع سحر كهنة الطائفية والعرقية والمناطقية من مرتزقة وإعلاميين ورجال دين وساسة فاسدين ، يحترفون لعبة الإتجار بالناس ودولتهم المهددة بالزوال .

الديمقراطية في العراق : لم ولن تتحقق وستبقى مشيمة ميتة يختلط فيها الدم بالقذارة ، لأن الديمقراطية في ظل الأحزاب الدينية تحولت إلى فاجعة كبرى وديكور حَمَلٌَ في طياته أسوء المنتجات الضارة بالمجتمع على الإطلاق . وهل هناك أسوء من عملية تدوير نفس النفايات الطائفية والمناطقية لتعيد إنتاج ذاتها شكلا ومضمونا ، وتعمق الأزمات الإجتماعية الخطيرة التي بلغت حد تهديد العراق بالتلاشي والاندثار .

أحيانا كنا نقول إن الطغمة الحاكمة ربما ستفعل نفسها وتعيد تصحيح أخطائها واكتشاف ذاتها !! لكننا أكتشفنا كم وعْيَنا كان قاصرا أمام حقيقة مأساة شهداء ومغيبي ومعوقي ثورة تشرين الجبارة ، لنجد أنفسنا دومًا ضحية رجاء كاذب وأمل خادع ، وأحلام مشرعة أبوابها بالسراب في قيعان وطن يتسع لجميع السراق والخارجين على القانون ، ولا يتسع لقبور أبنائه .

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟