علي حبل المتين

لا تتفاجأ إذا رد عليك أحدهم نهرًا أن فلان "تاج راسك" !
فهو لايقصد تشريفك ولا الرفع من قيمتك،بل ما قاله أقل الآمرين ضررًا إما أن تسلم ولا تنبس ببنت شَفَةٍ أو يكون قدرك كالذي يستجير من الرمضاء بالنارِ، لأن المفروض منك أنْ تقدمَ ديباجة قبل تلفظك بإسم ذلك التاج مثل (السيد أو القائد أو المفدى أو المنقذ)  فكل هذه الالقاب تفترش بدانتها رأسك وسادة ومتكئً بدون سبب سواء رضيت أم لم ترضى...
لا يختص مصطلح التاج على ذلك الشيء المذهب المرصع بالاحجار الكريمة الذي يضعه الملوك على رؤسهم حسب المتعارف... 
إنما هو مصطلح عام يشمل كل شيء له قدسية ذاتية عند طائفة معينة او قبيلة أو رمز ديني أو شخص معين  وجميع هؤلاء يكتسبون القدسية التي تصل الى حد الحروب والقتل من اجل الدفاع عنهم من لدُن اتباعهم بالضرورة... 
مثلاً القبيلة التي تقاتل أي قبيلة تمس رمزها أو أميرها أو مجموعة معينة تقدس وتتوج الشخص الذي يمدهم
بالدافع الروحي...
إما طريقة أكتساب الأتباع هيَّ 
١- محبة هذه الفئة المحدودة لهذا الرمز( تاج الراس) بطريقة 
غير مألوفة تصل لحد التضحية من أجله وطاعته طاعة عمياء ويعتبر عندهم خط أحمر لايمكن المساس به... 
٢- القوة الشخصية لهذا الرمز( تاج الراس) وعهده من قبل
أتباعهُ من أنهُ لا يضلهم ولايرمي بهم إلى التهلكة حتى وأن حصل عكس ذلك و تجدهم يبررون أفعالهُ... 
٣-الوراثة وراثة هذه الاتباع واعتقادهم المطلق بإنه مثل الذي 
سبقه كالملك الذي يرث الحق القانوني في ممارسة الحقوق 
السيادية لهذه الفئة...  
إما مضارها على الخارجية فلا أحد يأبه لها مادامت تصب
في خدمة هذه الاتباع التي تدين بالولاء المطلق لذلك الرمز فيكون له عليهم حق المولوية فهم يسكنون أسوأ المساكن ويأكلون السحت من فضلاته ويلبسون الرديء من الثياب بينما ينعم هوَ بالمواكب الفخمة والبروج العاج المشيدة وهم مقتنعون أن كل ذلك من مصلحتهم مادام سيدهم بخير فهم بخير هم عبيد ولكن بصورة منمقة ... 
واهم مضارها انقسام وتشرذم النسيج المجتمعي حيث تعود كل فئة من الفئات الى رمزها (تاج الراس) لأخذ الفتاوى أو الاوامر المختلفة التي تتمثل بالانصياع التام ( نفذ ثم ناقش)...
والآن أيها القارئ العزيز أترك أليك معرفة الجواب المضمر بين الاسطر لماذا كل هذه النهظة الرومانسية ما سر تلك الروح العدائية التي يحملونها هؤلاء [العبيد] الإتباع تجاه كل فرد يحاول إيضاح أو أنتقاد أي خطاء أو تصرف لسادتهم؟