مراقب محطة الكهرباء.. موظف مبتلى
2020/11/21
 
579

سحبان فيصل محجوب

يعتمد تشغيل محطات الكهرباء الثانوية في العراق على المئات من الموظفين، الذين يتم تأهيلهم فنيا ًبدورات تدريبية يرافقها ممارسات ميدانية ليكونوا مسؤولين عن تشغيل هذه المحطات على وفق نظام المناوبة، على هذا الموظف (مراقب المحطة) أن يكون جاهزاً لتلقي اتصالات وأوامر مركز السيطرة المعني وطيلة مدة مناوبته في غرفة تشغيل المحطة البالغة ٨ ساعات بالحد الادنى، وغالبا ًما يعين مراقب واحد لكل محطة أو اثنين وحسب أهمية معدات المحطة ونوعها وموقعها ويراعى في ذلك قرب المحطة إلى سكن المراقبين وفي حالة وقوعها في مناطق نائية بعيدة عن الأحياء السكنية يخصص دار سكن ملاصق للمحطة يتم بناؤه ضمن مشروع إنشاء المحطة لإشعاله من قبل المراقبين العاملين في هذه المحطات.

في العام ١٩٨٥ وأثناء وجودي في مملكة السويد ضمن وفد فني، طلبت من المعنيين في كهرباء السويد تنظيم زيارات خاصة لعدد من المحطات الثانوية العاملة لديهم لأجل التعرف على وسائل التشغيل المعتمدة، تمت الاستجابة لطلبي ورافقني، حينها، أحد المسؤولين عن هذه المحطات حاملًا معه عديداً كبيراً من المفاتيح، عند وصولنا للمحطة الأولى اختار مرافقي إحدى المفاتيح (المرقمة) وفتح أبواب المحطة، استفسرت منه عن سبب عدم وجود مراقب المحطة المناوب وكان جوابه ليست بنا حاجة إليه كون المحطة مسيطر عليها عن بعد، اتممنا التنقل بين العديد من المحطات حيث كانت جميعها خالية من اي موظف، لدى عودتي إلى العراق نقلت ما شاهدت إلى زملائي من المهندسين العاملين في الشبكات الكهربائية وكان هذا أثناء الاجتماع الصباحي (إحدى تقاليد العمل اليومية المهمة)، والذي ألغي عقده، الآن، مع الأسف، طلبت من الحضور دراسة المشهد، الذي وصفته لهم وإمكانية تطبيقه حيث سيوفر ذلك عديداً من الموظفين المؤهلين لدعم فرق الصيانة العاملة، عندها اقترح أحد المهندسين أن نستعرض الواجبات، التي يقوم بها مراقب المحطة في شبكاتنا، في ضوء هذا المقترح العملي تبين هذا المراقب هو (الحارس.. المشغل الفني.. رجل الإطفاء الخافر.. قاريء العدادات.. فني الصيانة لعديد من العطلات الطارئة.. عامل النظافة.. الخ) انتهى الاجتماع، الذي قررنا فيه إبقاء الحالة على ما هي عليه ويعاد النظر في ذلك عند توافر الامكانات والظروف كما في السويد، رافعين القبعة لهذا الموظف المبتلى (مراقب المحطة) .

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟