افيون تركي .. بطعم العسل العراقي !!
2020/07/22
 
198
حسين الذكر


الأفيون مادة مخدرة تستخرج من نبات الخشخاش تستخدم لصناعة الهيروين الذي يعد من اخطر انواع المخدرات طبقا لمصادر الأمم المتحدة وافغانستان تعد المصدر الاول له .. وقد استفزتني المفردة حينما كنت اهيء لمحاضرة عن المخدرات تم إلقاؤها في مديرية حماية الشخصيات والافراد بدعوة كريمة من العميد طه عبد حلاته الذي حدثني والخشية تكاد تضج في مضاجعه من خطر المخدرات وخشيته على شباب العراق .. 

لاقت المحاضرة الترحيب والتفاعل من قبل اكثر من 250 منتسب لقوى الشرطة وكذلك القوى المجتمعية الاخرى .. مع اني لم اتحدث عن طرق انتشار المخدرات وسبل معالجتها بقدر ما توصلت الى نتائج تفيد بان ارقامها في العراق مبالغ فيها والتضخيم يتناغم مع طرق توزيعها وبيعها.. فبعد ان كان العراق قبل 2003 يعد من الدول الصفرية النظيفة بالمخدرات او مجرد وسط ناقل اصبح اليوم وسط فعال متقبل للتعاطي والانتشار .. وذلك يدل ويدعم وجهة نظري باعتبار المخدرات  وسيلة استعمارية قبل ان تكن رغبة  شعبية !!
كنت في رحلة مع فريق نادي النجف العزيز في معسكره الاخير في  مدينة افيون التركية التي ذكرتني بكلمة ( افيون ) وما تعنيه بالوسط العراقي حاليا وما تشكله من ارق على المجتمعات العربية عامة سيما تلك التي اصبحت ثقافة الاركيلة تكتسح فيها كل طبقات شعوبنا تحمل بين طياتها انواع المرض الاجنداتي المعبئ بكل شيطنة الاستعمار .. وقد فوجئنا باول مباراة للفريق .. بتجمع العشرات من ابناء الجالية العراقية الذين يتكثفون في هذه المنطقة النائية بما تحمله من عذوبة سياحية ومعالم حضارة ، فضلا عن اهتمام حكومي تركي أضفى عليها الكثير من طابع الجمال المتمكن طبيعيا وكذلك الممتزج بالنظام والاعمار وحسن التخطيط ..
لم تمر الا دقائق واذا بالمشاعر والهوسات العراقية تملا الملعب باستغراب الحضور وهم يتدربون بالمئات في معسكر جميل جدا بسيط في تكاليفه ومدر بارباحه فضلا عن فوائده الاقتصادية والاجتماعية والصحية .... والكثير مما يصب في خدمة البلدان التي تعي اهمية ذلك .. فيما مسؤولينا السياسيين وقبلهم الرياضيين ساهون لا يفكرون بطريقة مؤسساتية استراتيجية تجعل من الشباب ومراكزهم ومنتدياتهم قوة للمستقبل في ظل صحة مجتمعية لا تضاهى  ..
( حيوا العراقي حيوا .. حيوا العراقي حيوا .. هي هي عراق ابو الغيرة ) .. هكذا عشرات الاهازيج دفعت الوطن الى الواجهة تحمل رايته وهمومه بعيدا عن امراض العصر واجندات الاستعمار وفساد الكثير من المسؤولين الذين نهبوا العباد والبلاد وانشغلوا بملذاتهم وستثماراتهم على حساب مصلحة الوطن والمواطن .. وقد شدني مشهد التشجيع حتى صعدت معهم على المدرجات اشاركهم احاسيسهم .. وقد التقيت عدد منهم وهم شباب بعمر الورد سكنوا في افيون الغربة هربا من افيون السياسة في العراق .. قال احدهم : ( اموت شوقا بالعراق هجرناها كمدا وغربة وها نحن هنا برغم كل ما تقدمه لنا الحكومة التركية مشكورة  لكن قلوبنا دامية على وطن منهوب وارض مضيعة .... ثم قال اخر هجرنا الوطن مجبرين اثر الاحتلال والفساد والارهاب والمحاصصة والمصالح الفئوية والشخصية على حساب المواطن المسكين ، وها نحن نعيش هنا ( فينا المسحي والازيدي والمسلم السني والشيعي  .. لم نسال من أي طائفة ولم ننتسب سوى للعراق .. فافيون التركية لا طائفية فيها .. والله على كل شيء قادر وبنا كفيل ) ..
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟