في ورقة تقدير موقف بحثية ....أزمة العراق المتواصلة في الطاقة

2025/09/30

58
لندن- مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية
في شهور الصيف شهد العراق انقطاعاً شبه كامل للكهرباء باستثناء إقليم
كردستان، جراء تعرّض منظومة الطاقة في البلاد للإطفاء، بسبب زيادة
الأحمال وارتفاع درجات الحرارة التي وصلت في العاصمة بغداد لـ50
مئوية، الأمر الذي فاقم المشكلة، وأفضى لموجة غضب واسعة في الشارع
العراقي. وتسبب إطفاء شبكة الطاقة بانقطاع التيار الكهربائي في بغداد
و10 محافظات وسط وجنوب البلاد بشكل تام، فيما شهدت المحافظات الغربية
انقطاعاً للكهرباء لساعات عدة، بسبب تزويدها بالطاقة من الخط
التركي.
وتشير تقارير صحفية تابعها مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية
في لندن إلى أن العراق يشهد أزمة متصاعدة في الكهرباء رغم العلاقات
الاقتصادية والسياسية الوثيقة مع إيران تحديدا ، وهو أمر ناقشته عدد
من مراكز الطاقه في العرق، ما يثير تساؤلات واسعة لدى العراقيين حول
مدى جدوى الاعتماد على عدد من الدول والأطراف ومنها ايران بالطبع في
هذا الملف الحيوي.
وقد تساءل العديد من العراقيين عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي :
"إلى متى سنبقى نعتمد على إيران لحل أزمة الكهرباء، في حين يعاني
الإيرانيون أنفسهم من انقطاعات طويلة ومتكررة للكهرباء؟"
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية قال في ورقة تقدير موقف له
إن الاعتماد الكبير على إيران كمصدر أساسي للطاقة يجعل العراق عرضة
لعدد من المخاطر. أولاً، الأوضاع الداخلية في إيران وتأثير العقوبات
الدولية عليها تؤثر بشكل مباشر على قدرة العراق على الحصول على
احتياجاته من الكهرباء والغاز. ثانياً، العلاقة الاقتصادية المرتبطة
بطهران تمنح إيران نفوذاً سياسياً في بغداد، ما يضعف من استقلالية
القرارات العراقية.
العواقب ، والحديث للورقة، لا يتوقف عند الجانب الاقتصادي أو السياسي،
بل تمتد إلى الجانب الأمني والاجتماعي. الانقطاعات المتكررة للكهرباء
تثير غضب المواطنين، وتزيد من الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بإصلاحات
واسعة، ما يعكس فشلاً في إدارة ملف الكهرباء.
وتقول الورقة في النهاية إن العراق بحاجة إلى تنويع مصادره للطاقة،
والبحث عن حلول داخلية ومستدامة بعيداً عن الاعتماد الكلي على إيران.
هذا يشمل الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية، وفتح
قنوات تعاون مع دول ومؤسسات أخرى.