ورقة تقدير موقف بحثية : تجاذبات سياسية متوقعة دوليا وإقليميا قبل الانتخابات العراقية
2025/09/29
 
70

لندن- مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية 

تشكل الانتخابات العراقية المقبلة نقطة فاصلة في تاريخ العراق الحديث، ليس لأنها مسألة تغيير حكومي فقط، بل لأنها تحدد اتجاه العراق الاستراتيجي في علاقاته الدولية والإقليمية. 

ويشير مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن في ورقة بحثيه له إن هذه الانتخابات تمثل لحظة اختيار بين مستقبل يتجه نحو الاستقرار والشراكة مع الغرب، أو مستقبل يظل فيه العراق أداة لتنفيذ أجندة خارجية في المنطقة ، ومنها الأجندة الإيرانية ، وهو ما توصل اليه المركز عقب فحص ما يقرب من الف بوست عبر منصات التواصل خلال الشهرين الماضيين ، فضلا عن العديد من المقالات الصحفية التي توصلت إلى هذا الاستنتاج. 

وتشير الورقة البحثية انه قد بات واضحاً أن واشنطن تحديدا تنظر إلى هذه الانتخابات على أنها مفصل حاسم في صياغة دور العراق، في الوقت الذي تعتبر فيه أوساط من طهران إن الحفاظ على نفوذها في بغداد مسألة وجودية، خصوصاً في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة عليها، وهو أمر أعلنت عنه صراحة وبجلاء عدد من المصادر الإيرانية صراحة وعلى الملئ ووفقا لما تناقلته عدد من وكالات الأنباء أيضا.

عموما ، والحديث دوما للورقة البحثية، فإن العقوبات الأميركية المقبلة على إيران ستصل لا محالة إلى بغداد، ليس فقط عبر التشديد على الاقتصاد الإيراني، بل من خلال استهداف بعض من الجماعات الداعمة لإيران في العراق ، وهذا الأمر سيزيد من الضغوط على الأحزاب والكتل السياسية العراقية المرتبطة مباشرة بطهران، ويجعل من الانتخابات فرصة لتعزيز خيار بديل يرتكز على استقلال القرار الوطني العراقي. 

في المقابل، والحديث دوما للورقة البحثية، هناك استياء متزايد داخل إيران نفسها، بسبب الإنفاق غير المبرر لدعم عدد من الجماعات الخارجية في المنطقة على حساب حاجة المواطنين الإيرانيين، في ظل أزمات اقتصادية خانقة. هذا الغضب الداخلي قد يضعف من قدرة طهران على فرض إرادتها في العراق مستقبلاً، ما يفتح باباً أمام تحوّل استراتيجي محتمل.

وبالطبع شاهد العالم عدد من هذه المظاهرات التي لم تتوقف خلال الفترة الأخيرة. 

عموما ومن الناحية الأمنية، تصل الورقة إلى إن بقاء بعض الجماعات أو القيادات السياسية العراقية في ظل نفوذ طهران يعني استمراره في دائرة الحروب التي تفرضها إيران على جبهات عدة في المنطقة. هذا ليس خياراً بلا ثمن: فهو يثقل كاهل الاقتصاد العراقي ويضاعف الأعباء الإنسانية، ويزيد من انعدام الاستقرار الداخلي. بينما الاتجاه نحو تقوية العلاقة مع الولايات المتحدة والدول الغربية يمكن أن يفتح المجال أمام دعم اقتصادي وتنموي حقيقي، ويساهم في إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتخفيف الاعتماد على أطر نفوذ إيرانية.

بالتالي تبدو الانتخابات المقبلة بمثابة اختبار حقيقي لرغبة الشعب العراقي في تغيير الواقع، واختيار طريق جديد للخروج من أزمة طويلة. 

وتوضح الورقة إن نجاح القوى الوطنية التي تسعى إلى تعزيز سيادة العراق وإبعاده عن الحروب الإقليمية سيكون له أثر كبير ليس فقط على الداخل العراقي، بل على التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط. إذ إن عراقاً مستقلاً وقوياً يمكن أن يكون عامل استقرار رئيسي، ويعمل كجسر للتعاون بين الشرق والغرب، ويقلل من تأثير الصراعات بين القوى الإقليمية الكبرى.

الخلاصة البحثية: 

وتصل الورقة في نهايتها للقول بأن الانتخابات العراقية المقبلة ليست مجرد استحقاق انتخابي، بل هي لحظة حاسمة تحدد مستقبل العراق كدولة مستقلة أو ملعب لنفوذ إقليمي. الضغوط الأميركية على طهران، والغضب الإيراني الداخلي، تفتح نافذة فرصة أمام بغداد للخروج من دوامة الحروب والتبعية. الاختيار القادم سيحدد ما إذا كان العراق سيبقى رهينة لصراعات إيران، أو سيتجه نحو طريق الاستقرار والشراكة مع الغرب، وهو ما سيعزز موقعه الإقليمي ويحقق لشعبه السلام والتنمية.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟