
يركّز رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على إعادة قطاع الصناعة الوطنية إلى صدارة الأولويات الاقتصادية في البلاد، ضمن محاور حملته الانتخابية الحالية. ويهدف من ذلك إلى تمييز حكومته عن سابقاتها التي شهد القطاع فيها تراجعاً كبيراً بسبب سياسات استيراد موجهة ومصالح حزبية ضيقة ساهمت في تفكيك المصانع وتحويل السوق لصالح واردات أجنبية، خصوصاً من إيران.
وفي تقرير لها قالت صحيفة العرب إن السوداني يعتبر أن إحياء الصناعة العراقية يشكل عنصراً أساسياً لتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط، إضافة إلى دوره في توفير فرص عمل وتقليل الفقر والبطالة. ويشير إلى مشاريع ومبادرات عدة أطلقت خلال ولايته لتعزيز الإنتاج المحلي، بما فيها مصانع حديثة وإطلاق برامج لتشجيع التصدير.
كما أبدت حكومته اهتماماً بالقطاع الخاص، مقدمة ضمانات سيادية لدعم الاستثمار الصناعي وتفعيل دور المجلس التنسيقي للقطاع الصناعي لتحقيق نمو حقيقي على مستوى الكم والنوع. ويمثل ملف الصناعة بالنسبة للسوداني أيضاً بعداً عاطفياً لدى العراقيين، حيث يستحضر المواطنون الفترة الذهبية للقطاع في الماضي وارتباطه بالرخاء الاقتصادي والاستقلالية المحلية.
على الصعيد الانتخابي، والحديث للصحيفة ، يسعى السوداني عبر هذه السياسات والمشاريع الميدانية إلى تعزيز صورته كرجل دولة قادر على تجاوز الانقسامات الطائفية والمناطقية، وإظهار حكومته كفاعل رئيسي في التنمية الاقتصادية وموازن للعلاقات الإقليمية والدولية للبلاد، بعيداً عن النفوذ الخارجي التقليدي.