
لندن - خاص
تعرضت قواعد عسكرية عراقية في وسط وجنوب البلاد لهجمات نفذتها طائرات مسيّرة مجهولة فجر الثلاثاء، ما أدى إلى تدمير منظومات رادار عسكرية حديثة، بينها ما يُعتقد أنه رادار فرنسي جديد تم شراؤه ضمن صفقة كبيرة بلغت أكثر من 100 مليون يورو. الهجمات، التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، جاءت قبل ساعات من بدء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد حرب استمرت 12 يومًا، ما أضفى عليها أبعادًا سياسية وأمنية معقدة.
وفي ورقة تقدير موقف طرحها مركز رصد للدراسات السياسية في لندن أشارت إلى ما أمر به رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، والذي أمر بفتح تحقيق عاجل وتشكيل لجنة استخبارية وفنية عليا للكشف عن ملابسات الهجوم وتحديد الجهة المنفذة، في وقت قالت فيه مصادر أمنية إن الطائرات المسيرة استهدفت بشكل مباشر معسكر التاجي شمال بغداد، وقاعدة الإمام علي في ذي قار، وتسببت بأضرار كبيرة في منظومات الرادار، دون تسجيل إصابات بشرية.
وبينما تضاربت الروايات حول نوع الرادار المستهدف، والحديث للورقة ، رجحت مصادر أنه من طراز TPS-77 الأميركي، المتخصص بكشف الطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز، ولم يكن قد دخل الخدمة بعد رغم التعاقد عليه منذ عام 2020. في المقابل، أشارت معلومات أخرى إلى أن الرادار فرنسي من نوع GM400، كانت وزارة الدفاع قد بدأت تشغيله فعليًا في أيلول 2023. هذه الرادارات تُعد من أحدث الأنظمة الدفاعية في العالم، وتغطي مساحات واسعة وتكشف الأهداف على ارتفاعات ومسافات بعيدة.
الحادثة أعادت الجدل حول هشاشة الدفاعات الجوية العراقية، خاصة في ظل تكرار اختراق الطيران الإسرائيلي لأجواء البلاد، الأمر الذي أحرج الحكومة أمام الرأي العام وأمام خصومها في البرلمان. ورغم عدم تبني أي طرف للعملية، فإن نمط الهجمات يشبه عمليات نفذتها سابقًا فصائل مرتبطة بإيران، وسط حديث في أوساطها عن انتظار "الضوء الأخضر" من المرشد الأعلى للرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
وأنتهيت الورقة بالقول انه وفيما تسود حالة من الحذر في الأوساط الأمنية، تزايدت الاتهامات غير المباشرة من شخصيات مقربة من الفصائل، التي وصفت أحد الرادارات بأنه "قدم خدماته للعدو الإسرائيلي وتمت تصفيته"، ما يعكس مناخًا سياسيًا وأمنيًا مشحونًا، ويثير التساؤلات حول مستقبل الأمن السيادي في العراق.