لاجئ عراقي: هربت من جحيم إلى آخر بعد 31 محاولة تسلل لأوروبا
2022/11/30
 
1010

بغداد/ المورد نيوز

وصل لاجئ عراقي إلى سويسرا بطريقة ذكية ودون مهربين أو حتى دفع أموال، حيث استعان في رحلته الخطرة بالدراجة الهوائية، متحديا الصعاب التي تعرض لها منذ انطلاقه من تركيا إلى اليونان ومنها إلى دول أوروبية عدة.

وقرر علي مغادرة مدينة الأنبار العراقية لفقدانه وعائلته الإحساس بالأمان منذ أن اجتاح تنظيم داعش المدينة عام 2014، ليخوض "معارك شرسة في رحلة لجوئه هربا من هذا الواقع"، حسب وصفه.

ويروي علي لقناة "black box" على موقع يوتيوب تفاصيل مغامرة لجوئه الشاقة التي تعرض فيها لصعاب جمة كالمشي أيام طويلة في جبال اليونان الوعرة، والجوع، والعطش، وملاحقة الشرطة، لكنه تجاوز كل ذلك وحقق حلمه ووصل إلى سويسرا.

ويقول علي: "كانت نقطة الصفر عام 2020 حين قررت التوجه نحو تركيا، للهروب من جحيم بلدي الذي بتنا غرباء فيه"، مستدركا: "لكنني اكتشفت أنني في جحيم آخر، لأقرر بذلك التوجه نحو اليونان".

وكشف علي أنه قام بـ31 محاولة تسلل نحو أوروبا، حيث انطلق مشيا على الأقدام من مدينة أدرنة نحو جبال اليونان.

كانت نقطة الصفر عام 2020 حين قررت التوجه من العراق إلى تركيا للهروب من جحيم لكنني اكتشفت أنني في جحيم آخر
علي، لاجئ عراقي في سويسرا

وتابع: "مشيت رفقة مجموعة من المهاجرين على مدى 14 يوما بشكل متواصل في الجبال مستعينا بالإنترنت وخريطة جي.بي.اس، كنا نمشي في الليل وننام أثناء النهار وشعرنا بكثير من التعب". 

وحدث ما كان في الحسبان حيث أمسكت الشرطة التي كانت تضع الكمائن للمهاجرين بعلي وبعد تعنيفه، أعادته إلى الأراضي التركية، ليذهب بذلك كل جهده سدى.

ومع العودة إلى تركيا، اختار علي هذه المرة طريق البحر انطلاقا من بحر إيجه، لكن باءت المحاولة بالفشل مرة أخرى وأخذته الشرطة إلى السجن وبقي فيه لفترة.

أما المحاولة الأخيرة التي غيرت حياته جذريا، حين قرر وصديق له عبور نهر إيفروس قرب الحدود اليونانية- التركية، وقد تكللت المحاولة بالنجاح خاصة بعد تمكنهم من تجاوز النقطة الحدودية.

وفي مدينة سالونيك اليونانية أين بقي للراحة بعض الوقت في منزل صغير للمهاجرين، نصحه أحد الأشخاص بالاستعانة بالدراجة لعبور الحدود كتمويه للشرطة اليونانية خاصة أنه لم تكن لديه أموال للتواصل مع مهربين.

وبالفعل جاب علي المدينة والشوارع العامة والمفتوحة دون أن يتفطن إليه أحد إلى أن وصل حدود ألبانيا.

ويضيف: "في ألبانيا تلقيت الكثير من المساعدة، تحصلت على المال والطعام وبقيت في المساجد للراحة، وقد ساعدني أحد الأشخاص للوصول إلى العاصمة تيرانا عبر القطار ثم إلى كوسوفو".

ثم تمكن علي من العبور إلى صربيا عن طريق الباص أيضا بعد أن قدم له أحد المارة المساعدة، ليصل إلى بلغراد ومن ثمة إلى المثلث الحدودي الجامع بين صربيا وهنغاريا ورومانيا.

ويلفت إلى أن "قطع الأراضي الهنغارية كان صعبا وخطرا، لقد وجدنا محمية للحيوانات وكنا نسمع أصوات الدببة".

وخوفا من البصمة الجنائية، قرر علي أن يتخلى عن طريق هنغاريا، واستطاع عبور النمسا عبر تواصله المباشر مع واحد من أصحاب السيارات التي تنقل المهاجرين ودون الاستعانة بمهرب، لتنقله إلى النمسا بنجاح.

 
لم أصدق أنني وصلت إلى مدينة فيها أضواء، لقد أكلت من الزرع وشربت من ماء الطين والمطر
علي، لاجئ عراقي في سويسرا

وأردف: "لم أصدق حينها أنني وصلت إلى مدينة فيها أضواء، لقد أكلت من الزرع وشربت من ماء الطين والمطر".

ويبين أنه "اختار تسليم نفسه في سويسرا بعد أن نصحه صديق بذلك بعدم المكوث في النمسا، وبعد فترة وجيزة من وصوله إلى الكامب تحصل على إقامة". 

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟