التفاحة من ســــيدنا آدم إلى تفاحة آبــل
2022/02/14
 
1750

 عدنان شاكر

 

منذ قديم الزمان إمتلكت التفاحة سحراً وسراً ، وكانت رمزاً للغواية والمعرفة وبوابة للحب والحرب . ويبدو أنها كانت من أقدم الفواكه التي تعرف إليها البشر .

 

تفاحة أفروديت :

دخلت التفاحة عالم الأساطير ، وكان أول ظهور للتفاحة في المرويات الإغريقية .. ووفق الأسطورة ، دُعيت ( هيرا وأثينا وأفروديت ) إلى عرس ( ثيتس ) ولم تُدْعَ إليه ( إيريس ) آلهة النزاع ، فغضبت وقررت بث الفرقة والنزاع بين الآلهات الثلاث ، ووضعت تفاحة ذهبية كُتب عليها ( للأجمل ) ، لتختلف الآلهات الثلاث حول مَن منهنّ الأجمل . ولحل النزاع قرر ( زيوس ) الملقب أب الآلهة عند الإغريق ، اللجوء إلى تحكيم أجمل البشر من الرجال ، وكان هذا الرجل هو ( باريس ) ابن ملك طروادة . وللتأثير على قراره أغرته هيرا بالسلطة ، ووعدته أثينا بالحكمة والمجد ، وقالت له أفروديت إنها ستهبه أجمل نساء الأرض ، ففضل الأخيرة وأعطاها التفاحة ليغضب بذلك الربتين الأخريين .

حققت أفروديت وعدها لباريس ، وأخذته إلى طروادة من جديد ، وقدمته إلى أهله الذين ابتهجوا بعودته أميراً . ولتوفي دينها أرسلته إلى إسبارطة ، فاستغل غيبة ملكها ( منيلاوس ) وأغوى زوجته ( هيلين ) التي فاقت كل نساء الدنيا جمالاً ، وهرب بها إلى طروادة .. انقسمت الآلهة فساعد بعضهم اليونانيين وساند بعضهم الآخر الطرواديين ، وكانت معركة طروادة الشهيرة .

 

تفاحة بياض الثلج :

التفاحة الثانية التي تحتل مساحة من الخيال الشعبي هي التفاحة التي أكلتها بياض الثلج ودخلت بسببها في سبات عميق . كانت التفاحة في هذه القصة السلاح الذي استخدمته زوجة أبيها الساحرة للتخلص منها لتبقى أجمل امرأة على وجه المعمورة . وإذا كانت التفاحة الإغريقية أداة لتحديد أجمل أمرأة بين الآلهات فإنها صارت في قصة بياض الثلج أداة للتخلص من أجمل أمرأة على وجه البسيطة ، لتنتهي القصة بعودة الحياة لبياض الثلج بقبلة على فمها طبعها الأمير الشاب .

 

تفاحة الميثولوجيا الدينية :

جاءت التفاحة الثالثة في الميثولوجيا الدينية اليهودية و المسيحية والإسلامية لتخلق صورة لثمرة شجرة معرفة الخير والشر التي كانت محرمة على آدم و زوجته حواء ، فصارت التفاحة رمزاً لهذه الثمرة المحرمة .

اليهودية والمسيحية حملت حواء مسؤولية الخروج من الجنة ، أما الإسلام فقد حمل الشيطان المسؤولية الكاملة  عن ذلك (( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه )) . في حين تُحَمِل الكثير من كتب التراث الإسلامي أمُّنا حواء المسؤولية !! وهنا يأتي سؤال في غاية الأهمية ، أليس من الضروري مراجعة الموروث وتنقية التراث من الشوائب التي لحقت به منذ عصور الظلام ؟

 

تفاحة نيوتن :

التفاحة الرابعة التي شغلت عقول البشر هي تفاحة نيوتن ، تفاحة الجاذبية ، وهي التي فتحت باباً واسعاً في الفيزياء الكلاسيكية التي ظهرت على يد اسحق نيوتن .. إدعى نيوتن أنه اكتشف الجاذبية حين كان يجلس في حديقة ورأى تفاحة تسقط على الأرض ، وسأل نفسه لماذا تسقط التفاحة إلى الأرض ولا ترتفع إلى السماء ، وحينذاك اكتشف أن للأرض جاذبيتها .

أعاد نيوتن بناء الميثولوجيا عبر بوابة المعرفة ، فبدلاً من أن تكون التفاحة رمزاً لسعي الإنسان للخلود الجسدي ، صارت رمزاً للمعرفة الخالدة .

 

تفاحة آبل :

التفاحة الخامسة التي نراها يومياً هي تفاحة مقضومة .. إنها تفاحة آبل ماكنتوش ، الشركة التي بناها الأمريكي ( ستيف جوبز ) المطرود من نعيم أبيه الذي أنجبه من علاقة خارج إطار الزوجية ونفاه خارج ملكوته . هذه التفاحة المقضومة صارت رمزاً لواحدة من أبرز الشركات التي تُعنى بالمعرفة والتطور والتكنولوجيا ، معيدة إحياء العلاقة بين المعرفة والتفاحة الواردة في الأساطير القديمة .

 

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟