تعرف على ابرز تقنيات الغش بالامتحانات في العراق
2020/09/23
 
955

متابعة/ المورد نيوز

قبل الامتحانات النهائية في العراق، تعرف سنان (17) عاما، على عدة صفحات على موقعي فيسبوك وانستاغرام، متخصصة ببيع أجهزة اتصال ومايكروفونات تستخدم لغرض واحد، هو الغش في الامتحانات.

يقول سنان إنه طالب "مجتهد"، لكن تحديات كورونا واضطراره إلى الانقطاع عن المدرسة، وضعف النظام التعليمي العراقي، الذي لا يوفر حلولا إلكترونية للدراسة، عوامل جعلته يفكر مليا في شراء منظومة للغش.

وفي الحقيقة، منظومات مثل هذه متوفرة بشكل كبير، وتأتي معها حزمة من "الخدمات"، مثل فرق لقراءة أجوبة الامتحانات وبثها على المشتركين، وفرق تشويش على الأجهزة التي تستخدمها وكالات الأمن الوطني والاتصالات العراقية لكشف الغش، كما أن الأجهزة تأتي بأشكال مختلفة ومموهة لتسهيل الغش.

وقبل يومين، اعتقلت قوات الأمن الوطني العراقية ثلاثة تجار لأجهزة الغش في الامتحانات، بعد مداهمات شملت نحو 27 منهم.

وتعثر قوات الأمن مع المعتقلين على منظومات حديثة متكاملة، لكن "عدم احتفاظهم بسجلات للزبائن" يعقد عملية تتبع المشترين ومنعهم من الغش، بحسب مصدر في جهاز الأمن الوطني العراقي تحدث لموقع "الحرة".

وقال المصدر إن المروجين للأجهزة يشغلون عناصر تقوم بالحصول على الأسئلة فور توزيعها على الطلبة، ومن ثم حلها، وبث الحل للطلبة مقابل مبالغ كبيرة.

ومع أن حلم الحصول على الأجوبة الصحيحة بطريقة سهلة، يراود الكثير من الطلبة ومنهم سجاد، إلا أنه تعرض للاحتيال، بحسب ما يقول، بعد شرائه مواد غير صالحة.

سجاد "خدع" باعتقاده أن الأجهزة التي اشتراها بنحو 60 دولارا أميركيا، ستعمل من على بعد معين، لكن الحقيقة أن إرسالها كان ضعيفا، يقول وهو يضحك بخجل: "على من يقوم بالإرسال أن يكون على بعد مترين أو ثلاثة عني لكي يصلني الإرسال، والبطارية تنفد في عشر دقائق".

مغامرة سجاد، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي، كادت أن تكلفه سنة دراسية كاملة، بعد أن اكتشفه المدرس المراقب للامتحانات في قاعته لكن "الجهاز كان مطفأ ولا يعمل، وقد خلعت السماعة من أذني" ليقتنع المدرس أخيرا بمنح سجاد فرصة أخرى.

ولكن لآخرين، مثل صديق سجاد، الذي رفض الكلام مع موقع "الحرة"، كانت التجربة "أفضل"، إذ عملت أجهزتهم بشكل جيد، قبل أن يكتشفهم مدير المركز الامتحاني وهم يحاولون إدخالها إلى القاعة ويقوم بمصادرتها، من دون أن يحرمهم من الامتحان.

وقال (ص.أ)، وهو مراقب امتحاني في أحد المراكز الامتحانية العراقية، إن "المراقبين يتعاملون بعين الرحمة مع الطلاب، وهم يعرفون مدى صعوبة هذا العام".

وأضاف المراقب لموقع "الحرة" أن من بين نحو خمسة طلاب كشفوا وهم يحاولون الغش، لم يحرم سوى طالبين من إكمال العام الدراسي، أحدهما "ملأ الدفتر بالحل الذي حصل عليه من خلال السماعة"، والآخر هدد المراقب بأنه ينتسب لميليشيا معينة، وطلب منه التغاضي عن قيامه بالغش.

وقال (ص.أ) إنه قام بطرد الطالب من القاعة فورا، وأبلغ عن تصرفه.

ويعاقب القانون المدرسي العراقي الطلاب المتلبسين بالغش، بالحرمان من أداء الامتحانات، وأحيانا يعتبرون راسبين بكل المواد ويجبرون على إعادة العام الدراسي.

وتستخدم دوريات مشتركة من جهاز الأمن الوطني العراقي، وهيئة الإعلام والاتصالات، أجهزة لكشف الترددات التي يستخدمها "مسهلو الغش" واعتقالهم.

ويقول المصدر في جهاز الأمن الوطني "هي لعبة فأر وقط"، لكن "الفأر يقع في المصيدة في أغلب الأحيان".

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟