بين رطوبة بيروت وحرارة بغداد.. ماكرون يقف في بلدين تهددهما الانقسامات والتاثيرات الخارجية
2020/09/04
 
365

متابعة / المورد نيوز

 

من رطوبة بيروت إلى حرارة بغداد الخانقة. بعد زيارته المكثفة للغاية للبنان ، مدد إيمانويل ماكرون رحلته إلى العراق يوما واحدا ، الأربعاء 2 سبتمبر ليقف في بلدين تهددهما الانقسامات والتاثيرات الخارجية وحالة اللايقين .

كان للبلدين في طريقه بعض أوجه التشابه "طابع متعدد الأديان" ، و"دولة مترددة"، و"صعوبة هائلة في ممارسة سيادتهما بسبب التأثيرات الخارجية" ، و"الانقسامات الداخلية".

واشارت صحيفة لوموند في تقريرها عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بغداد إلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات نحو دعم العراق لإخراجه من عباءة التدخلات الخارجية.

وترى الصحيفة أن ماكرون نجح في جمع الفرقاء السياسيين في بغداد بعد اجتماعه مع الرئاسات الثلاث وممثلي القضاء ورئيس إقليم كردستان لبحث سبل الدعم الفرنسي للعراق الذي مازال يعاني من آثار الحرب على الإرهاب والأزمات الاقتصادية حيث أعرب ماكرون عن أمله في أن تلعب فرنسا وأوروبا دورا أكثر أهمية في استعادة الاستقرار في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن ماكرون يرى أن المجتمع الدولي لديه مصلحة في دعم الإصلاحات في العراق وتنويع اقتصاده من أجل الاستجابة لحركة الاحتجاج الشعبي القوية داعيا القوى الدولية إلى عدم استخدام العراق كساحة للصراع.

ولفتت لوموند إلى أن العراق يعاني من انتشار الفصائل المسلحة والتي مازالت ترفع شعارات المقاومة في وقت مازالت المباحثات جارية بين بغداد وواشنطن لجدولة انسحاب القوات الأمريكية .

تقول الصحيفة انه الرئيس العراقي برهم صالح استقبل إيمانويل ماكرون. ثم تحدث الاخير مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبعد ظهر اليوم السريع التقى بشكل خاطف رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني ببغداد ، لكن الرئيس الفرنسي لم ير شيئًا في العاصمة العراقية ولم يتجول كما فعل في بيروت  اذ لم يكن سوى قصور السلطة الرخامية ذات الزخارف غير المتناسقة في المنطقة الخضراء ومحيطها، هذه الحصون التي تحولت إلى ملاجئ للسلطة ، يحميها عدد لا يحصى من قوات الأمن.

جاء إيمانويل ماكرون إلى العراق ليأخذ موعدًا ، قبل زيارة جديدة محتملة في عام 2021 ، في سياق مزدوج: الانسحاب العسكري الجزئي للولايات المتحدة ، التي تخطط لخفض عدد قواتها من 5200 إلى 3500 جندي .

ماكرون شاهد بشكل واضح قيام حكومة بعد شهور من التمهل وتلمس حسن نية مصطفى الكاظمي في مشروعه ولدهشة الوفد الفرنسي فأنه تمنى إعادة إطلاق المشروع النووي المدني العراقي ، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ماكرون ، وبحسب لوموند وجه دعوة لرئيس الوزراء الفرنسي للذهاب إلى باريس. 

وعلى عكس سلفه عادل عبد المهدي ، يبدو أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي زار واشنطن في نهاية آب / أغسطس ، مصمما على معالجة نفوذ الفصائل المسلحة والسلاح خارج الدولة سيكون الوقت ، بحسب باريس ، لمرحلة جديدة في التاريخ الحديث للبلاد ، بعد زمن الحرب ، بسبب التدخل الأمريكي ، ثم الحرب المرهقة ضد تنظيم (داعش). لكن التهديد الارهابي لا يزال قائما ، وأشار الرئيس الفرنسي حول هذا الموضوع إلى"سياق إقليمي متوتر بشكل غير عادي ، مع توغلات متكررة وإرادة تركيا الملحة والأكبر للتدخل بشكل أكبر في الحياة الداخلية العراقية".

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟