حزب البعث في الكويت
2020/03/23
 
4191

اعداد: فايز الخفاجي


ظهرت الحلقات الاولى لحزب البعث في الكويت عام 1951 عندما توافد على الكويت عدد من المهاجرين العرب من فلسطين، سورية، لبنان، مصر والعراق، نظراً لحاجة الكويت الى الايدي العاملة من اجل العمل في القطاعات الحكومية، بعد تدفق الثروة النفطية في الكويت. وحمل هؤلاء تجربتهم الحزبية والتنظيمية معهم الى الكويت وكان من ابرز هؤلاء ناجي علوش عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) السابق، والامين العام لحركة التحرير الشعبية العربية زهير محسن، الامين العام السابق لمنظمة الصاعقة الفلسطينية التي تمثل الجناح الفلسطيني في حزب البعث الموالي لسورية، وعبد الوهاب الكيالي الامين العام السابق لجبهة التحرير العربية التي تمثل الجناح الفلسطيني في حزب البعث الموالي للعراق.

وقد حاول هؤلاء ايجاد تواجد تنظيمي لحزب البعث في الكويت وقد تركز نشاطهم على تنظيم العرب الوافدين من العمال والطلاب والعاملين في الدوائر الحكومية، ونجحوا في تأسيس تنظيم بعثي غير رسمي في الكويت محصور في اوساط الوافدين العرب.

كذلك ساهم الطلاب الكويتيون الدارسون في جامعات بلدان المشرق العربي في نشر افكار البعث ومبادئه بعد عودتهم الى الوطن. وتجدر الاشارة الى جهود السيد (حميد العيسى) بتأسيس نادي ( الاتحاد العربي) الذي اصبح واجهة اجتماعية لحزب البعث في الكويت اثر تخرجه من كلية الحقوق بجامعة القاهرة وتحول هذا النادي فيما بعد الى مركز للاستقطاب والتوجيه للبعثيين في الكويت.

وبعد خمس سنوات من انشاء منظمة حزب البعث في الكويت سعى هذا التنظيم غير الرسمي لنقل نشاطه الى اوساط الكويتيين من خلال مجلس ادارة (النادي الثقافي القومي) خصوصاً ان النظام الداخلي للنادي يسمح للذين ينتمون الى البلدان العربية المشاركة في انشطة النادي ومنحهم العضوية العاملة التي تخولهم للانتخاب والترشيح لعضوية مجلس ادارة النادي.

كذلك ساهمت منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي في الكويت في تأسيس الرابطة الادبية بالكويت، وكان من بين المؤسسين عدد من البعثين الكويتيين وغير الكويتيين مثل 1-حمد العيسى

2-ناجي علوش

3-علي عقيل

واخذت هذه الرابطة على عاتقها نشر الثقافة القومية في المجتمع الكويتي لخدمة القضايا القومية في جميع اجزاء الوطن العربي.

بعد ان نالت الكويت استقلالها عام 1961تركز نشاط حزب البعث في اوساط رابطة ) الادباء الكويتية( ورابطة الاجتماعيين الكويتية) بحكم وجود شخصيات تؤيد حزب البعث في العراق مثل :

1-الدكتور خليفة الوقيان

2-علي السبتي

3-فيصل الصانع، بالإضافة الى هؤلاء كان عدد من الشباب الكويتي قد انخرط في صفوف منظمة البعث في الكويت مثل عبد الرحمن الرميح والدكتور شملان العيسى، وكانت)(مجلة الرسالة الكويتية) في الستينات تعبر عن افكار حزب البعث من خلال ما يكتبه الوافدون العرب من البعثيين، كذلك نشر البيانات السياسية التي تصدرها القيادة القومية لحزب البعث.

على الرغم من الوجود القديم للبعثيين في الكويت الا انهم لم يشاركوا في المجالس النيابية الا في مراحل متأخرة على خلاف القوميين العرب الذين كانت لهم مساهمات كبيرة في العمل البرلماني.

وقد نشطت منظمة حزب البعث في الكويت بعد نشوب الحرب العراقية الايرانية حيث استثمرت السفارة العراقية في الكويت هذه الحرب لتكوين تجمع سياسي كويتي أطلق عليه التجمع القومي الذي يعتبر واجهة سياسية لمنظمة حزب) (البعث العربي في الكويت) في اوساط رابطة الادباء ورابطة الاجتماعيين وفي الاوساط الطلابية في جامعة الكويت.

ولعب التجمع القومي دوراً كبيراً في التحريض ضد النظام الديني في إيران وضد المؤيدين لهذا النظام في الكويت الذين يصفهم (بالطابور الخامس الايراني)، واعتبر الحرب العراقية الايرانية حرباً (عربية فارسية) وطالب الحكومة الكويتية بقطع علاقاتها مع ايران وابعاد جميع ادوات ايران التخريبية من الكويت.

بعد حل مجلس الامة السادس عام 1986، حلاً غير دستوري وتعليق بعض مواد الدستور، شاركت منظمة (حزب البعث في الكويت) مع القوى السياسية في اصدار بيان يندد بإجراءات السلطة غير الدستورية.

وبعد مرور عامين على حل مجلس الامة السادس شاركت منظمة حزب البعث في شخص (فيصل الصانع) في تشكيل (الحركة الدستورية) التي ضمت نواب المعارضة في مجلس الامة المنحل، وتزعمت الحركة الدستورية معركة ارجاع مجلس الامة والعمل بدستور 1962.

وفي غضون فترة احتلال الكويت من قبل النظام العراقي في 2/ آب/ 1990، تم أسر فيصل الصانع من قبل جيش  العراقي لرفضه الموافقة على احتلال الكويت وضمها الى العراق، ورفضه التعاون مع سلطات النظام العراقي، وترجيح انتمائه الوطني على ولائه الحزبي، حيث حاولت سلطات النظام العراقي تشكيل حكومة من المعارضة السياسية عن طريق فيصل الصانع حيث حاولت السلطات العراقية تشكيل حكومة من المعارضة السياسية عن طريق فيصل الصانع حيث تم استدعاؤه الى السفارة العراقية في الكويت وطلب السفير العراقي منه تشكيل حكومة من ثلاثين شخصية كويتية، وعقد اجتماع لأعضاء الحركة الدستورية.

يتضح، ان حزب البعث لم يتمكن من الوقوف على ارضية شعبية صلبة، الامر الذي ادى الى محدودية نشاطه وتواجده ضمن شرائح المجتمع الكويتي والحياة السياسية الكويتية بشكل عام. كما ان نشاط الحزب ظل مقتصراً على طبيعة الممارسة السياسية من خلال العمل الوطني، بمعنى ان المنتمين الى هذا الحزب لم يبرزوا في المجتمع باعتبارهم ممثلين رسميين لحزب البعث بقدر اعتبارهم شخصيات وطنية تعمل من اجل الكويت، وجاء الاحتلال العراقي للكويت ليقضي على تواجد هذا الحزب في الساحة السياسية للكويت نهائياً.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟