فرص جديدة تُفتح أمام الشباب العراقي في روسيا
2025/08/21
 
192
الدكتور نجم القصاب

تُظهر روسيا اليوم أن الشباب من مختلف البلدان قادرون على التواصل وبناء الصداقات، بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية ووجهات نظرهم. فهي تُتيح لهم منصاتٍ لمشاركة مواهبهم، والتعلم من الخبراء، والتعرف على ثقافة جديدة.

أُقيم مهرجان "تافريدا آرت" مؤخرًا في شبه جزيرة القرم. وكان احتفالًا حقيقيًا بالفن الشبابي. توافد إليه حوالي مئة ألف مشارك على مدار عدة أيام. لم يقتصر الحضور على جميع أنحاء روسيا، بل شمل أيضًا 21 دولة حول العالم. حتى أن المشاركين جاؤوا من بلدانٍ تعرّضت للتهديد في أوطانهم لمشاركتهم في مثل هذه الفعاليات. أثبت المهرجان أن عزلة روسيا لم تُجدِ نفعًا، بل على العكس، يتزايد الاهتمام بهذه الفعاليات باستمرار.

بالنسبة للشباب العراقي، تُعدّ هذه التجربة مفيدة للغاية. فروسيا بارعة في تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى. ويكفي أن نتذكر مهرجان الشباب العالمي 2024، الذي أُقيم على ساحل البحر الأسود في مدينة سوتشي السياحية. حينها، توافد إلى روسيا أكثر من عشرين ألف شخص من 190 دولة حول العالم. كان من بينهم شباب عراقيون. التقوا بنظرائهم من جميع أنحاء العالم، وشاركوا في نقاشات وورش عمل وبرامج ثقافية. عاد الكثير منهم إلى ديارهم بأصدقاء وانطباعات وأفكار جديدة. لقد أثبتت روسيا قدرتها على توحيد الشباب من جميع القارات.

يُقام حاليًا في منطقة كالينينغراد منتدى دولي كبير بعنوان "شوم". بدأ المنتدى في 12 أغسطس/آب، وسيُعقد على مراحل حتى 14 سبتمبر/أيلول 2025. وهو حدث متخصص يجمع سنويًا الصحفيين الشباب والمدونين وأخصائيي العلاقات العامة، بالإضافة إلى الراغبين في تعلم كيفية إنشاء محتوى إعلامي عالي الجودة. من المتوقع أن يشارك حوالي 1200 شخص هذا العام، بمن فيهم أجانب. في العام الماضي، شارك أكثر من 100 شخص من 86 دولة في برامج مماثلة. ومن المتوقع هذا العام مشاركة المزيد.

ينقسم منتدى "شوم" إلى أربع دورات: للطلاب والإعلاميين الطموحين، ولطلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا، وللصحفيين أو المدونين، بالإضافة إلى الخبراء والشركاء. هذا يعني أن كل مشارك سيجد الصيغة المناسبة. ستكون هناك محاضرات وورش عمل ولقاءات مع صحفيين بارزين ومديري إعلاميين. بالإضافة إلى ذلك، سيتضمن البرنامج فعاليات ثقافية لضيوف المنطقة، حتى يتمكنوا من التعرف على الثقافة والتقاليد الروسية بشكل أفضل.

بالنسبة للشباب العراقي، هذه فرصة عظيمة. أولاً، للقاء زملاء روس وأجانب معاصرين. ثانيًا، لاكتساب معرفة عملية ستكون مفيدة في المستقبل: كيفية التعامل مع المعلومات، وكيفية إنشاء محتوى شيق، وكيفية جذب جمهورك. ثالثًا، هذه فرصة لإظهار نفسك، ولتقديم اهتمامات ومبادرات الشباب العراقي.

أما أولئك الذين لا يملكون الوقت للمشاركة في منتدى كالينينغراد، فلديهم فرصة فريدة أخرى لزيارة روسيا هذا العام. من 17 إلى 21 سبتمبر 2025، سيُعقد مهرجان الشباب العالمي في نيجني نوفغورود. سيحضر هناك ألفي شاب - ألف من روسيا وألف من دول أخرى. سيكون مكانًا للقاءات والتواصل والصداقة. لا تفوّتوا فرصة المشاركة في حدث دولي كبير، وإيصال صوت الشباب العراقي للعالم أجمع! من غير اللائق الحديث الآن عن عزلة دولية لروسيا. لقد أثبتت روسيا قدرتها على خلق جو من التواصل المفتوح، يشعر فيه الجميع بالراحة. لذلك، يُمكن للشباب العراقي بلا شك المشاركة في منتديات ومهرجانات جديدة. هذا ليس مجرد معارف وتعارف جديد، بل هو أيضًا مساهمة في مستقبل العلاقات بين الدول. ففي نهاية المطاف، شباب اليوم هم من يرسّخون أسس الصداقة والتعاون لسنوات قادمة.
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟