
2025/07/04

24
بقلم القاضي حسن حسين جواد الحميري
٣/تموز/٢٠٢٥
مدينة البكرلي مدينة طيبة امنه مسالمة وهي المدينة الاولى التي اقتفت اثر مدينة الحلة السيفيةاذ نشأت في محيطها الشمالي الشرقى ونهجت نهجها فقامت على اكتاف رجال اشداء من المعلمين الافذاذ الذين جاهدو وكافحوا في انشائها وتعميرها في بداية الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى في ظروف حياتية صعبة و لتكن بيوتا مبثوثة على قطع اراض لجمعية المعلمين ولتنشأ قريبا من قرية البكرلي القديمة التي تقع حاليا في شمالها الغربي .ويحدها من الشرق عشيرة البوحمير ومن الجنوب حي الرضا وشارع سيف سعد.
وحي البكرلي ابدل اسمها قبل الاحتلال الامريكي الى حي المغيرة لكن اسم البكرلي ضل غالبا وملازما ولم تسطع التسمية اللاحقة من حذفه من ذاكرة الاخرين واهاليها الطيبون.
والبكرلي هذا هو جد ملاك الارض وهو سليل اسرة البيكات والجلبية فمن ملك السلطة كان بيكا ومن ملك المال كان جلبيا ولهذه الاسرة املاك واطيان في مناطق واسعة في محافظتي بابل وكربلاء حيث تولى اثنين من اجدادهم ومنذ ١٧٥٠ م امارة هذه المناطق ومن اشهرهم وهو الامير يوسف ومن هذه العائلة رئيس اركان الحيش العراقي سابقا الفريق عدنان عبد الجليل وهاشم جلبي في مدينة الهاشمية وقاسم جلبي وزاهد جلبي في الحلة ،وقد سلمني المرحوم هاشم جلبي قساما شرعيا لعاءلتهم ووجدت من خلاله ان لهذه الاسرة علاقات متينة مع اغلب العوائل العراقية القديمة،وماهو جدير بالذكر ان هذه العائلة كانت مسؤولة عن امارة الحج واخبرني المرحوم هاشم جلبي بانه كان يحتفظ بهذه الاعلام حيث كانت تتقدم قوافل الحج الى مدينة مكة المكرمة .
والبكرلي الان هي مدينة كبيرة وعامرة وليست حيا وتضم ارجاء و واحياء جميعها تسمى بالبكرلي فكانت اربعة مناطق وهي البكرلي الاولى والثانية والثالثة والرابعة اضافة لوجود احياء مستقلة ضمن هذه المناطق كحي الري و حي البوفارس والعبودية وقسمت هكذا لتسهيل ادارتها وتقديم الخدمات اليها علما ان لكل منطقة مختارها الخاص الذي يهتم بشؤونها. كما تضم الكثير من دور الحضانة ومدارس الابتدائية كمدرسة ابن طاووس وثانوية الدستور والبحتري ومؤسسات صحة كمستوصف الخالصة الشهير ومستشفى الضامن الحديث نسبيا من حيث تاريخ انشائه والقطاع الصحي قرب الاسواق كما هناك دوائر بلدية وامنية كمركز شرطة حي بابل ودائرة الطوارئ ….كما تضم حسينيات للصلاة ولمجالس الفاتحة كحسينية الحسن المثنى قرب النفق وحسنية الزهراء في حي الري وهو الذي يكاد ان يؤلف الشمال الشرقي لها اما من الشرق الجنوبي فتحاددها بساتين الدرداويين والجيلاوين حيث ان هذه البساتين تكافح اليوم وتقاوم التمدد والاسكان العشوائي اما من الغرب فيحدها سكة قطار بغداد بصرة ومحطة سكك الحديد في الحلة وحي الخسروية .كذلك هناك حسينية الهادي قرب تقاطع دانه وحسينية سلمان المحمدي قرب ملعب البكرلي..
وما يلاحظ على مدينة البكرلي وبسبب من كون غالبية سكانها هم من الطبقة التعلمية لذا نجد ان الكثير من ابناء هذه الطبقة من يحقق نجاحا باهرا في مستواه الدراسى اذكثيرا منهم من يحرز معدلات عالية تؤهلهم للقبول في الكليات الطبية ويكفى مثالا على ذلك ان اثنا عشر طالبا قبل منهم في كلية الطب في احد اعوام تسعينيات القرن المنصرم.
تجاه المساحة الجغرافية الكبيرة لمدينة البكرلي وازاء كثافتها السكانية الوافرة بات لازاما على الادارة الحكومية ان تهتم بها من خلال فتح دواءر للتسجيل العقاري والضريبة والاحوال المدنية والجوازات والمرور ومستشفى حكومي وكل ماتحتاجه المدينة الحديثة…
اتمنى ان اكون قد سلطت بعض الضوء على مدينة البكرلي واعطيت صورة تراثيةً وتاريخية عن هذه المدينة الحلية الرائعة فهي بكل تاكيد سليلة المجد والعلم والعلماء .