عدم الايمان بالديمقراطية جزأ العرب
2024/11/30
 
332


بقلم القاضي المتقاعد حسن حسين جواد الحميري
في غمار التشتت والضياع العربي وواقعه المجزأ المتخلف  وعدم وحدة كلمته وازدواجية معاير  الطوائف والاقليات والقوميات التي تشكل نسيج هذا الواقع في تصديها له و معالجتها لمشاكلها بمختلف انواعها بسبب الواقع التاريخي لها ،يبرز  حقيقة عدم تطور المجتمعات العربية وعدم اخذها بزمام التقدم الاجتماعي  والاقتصادي متقهقرة الى عصور الغزو الجاهلى متخندقة في  واقع مرير وأليم ،متناحرة متعادية متربصة بعضها ببعض متقاتلة حتي الفناء، يدفعها هذا الاختلاف الفكري الى الارتماء في خدمة الاعداء من اجل تحقيق اهدافها الصغيرة  في الرؤيا المستقبلية لاوطانها ،متناسية انها جزء من منظومة كانت ملئ الاعين وكبيرة وعظيمة حتى دخلت امم ضمن هيكليتها المتسعة  ولم تخرج منها مادامت شاعرة اياها باهمية دورها في صنع الحياة وبالاخص الحياة السياسية ومشاركتها فيها محترمة عاداتها وتقاليدها واعرافها ومعتقداتها.
في المجتمع  العربي الجاهلي قام الرسول الاعظم باستنهاض وحدة وقوة هذا المجتمع من خلال تحرير العبيد والتاكيد على الصفة الانسانية للمواطن المسلم ومن خلال قضائه على الفوارق الطبقية كون المسلمون سواسية كاسنان المشط ولا فضل لعربي على اعجمي الابالتقوى، ومن خلال محاربته الفقر من خلال الزكاة والصدقات والغنائم،ومن خلال سماع الراى الاخر سواء في الحرب او  السلم في القضايا الاجتماعية او الاقتصادية الاخري والتاريخ مليئ بالشواهد.هذه السماحة التي توفرت لدى الرسول الاكرم ادت الى وضع اسس بناء امبراطوية اسلامية مترامية الارجاء وكانت جزيرة العرب بكاملها هي اول اجزاء هذه الامبراطورية.
لكن ومع الاسف الشديد قد وجدت  الانانية والعصبية القبلية بدلا من العصبية الاسلامية طريقها الى هذا البناء الفخم والضخم فهدته هدا.
اصبحت الدول العربية عشائرا وافخاذ فهذة العشيرة الاردنية وتلك العشيرة السورية واخرى باسم السورية واللبنانية والعراقية والمصرية والليبية والمغربية وهكذا دواليك. وليت الامر قد بقي كذالك ففي الوقت العشيرة الواحدة افخاذا تتقاتل مع بعضها فهذا فخذ جبهة النصرة وذلك فخذ جند الشام وفخذ اخر باسم داعش ولله في خلقه شؤون.ولو جمعت بيها وحدة الكلمة واتحدت عند تعرض البلاد لهان على النفس بعض امر شتاتها، لكان العداوة والغيض وروح التشفي ببعضها هو الديدن في امرها.
شعوب تنادي بالوحدة لكن حكامها هم من يفرقون بينها للتمتع بنعيم السلطه،شعارهم في ذلك فرق تسد.
يوم امس قامت فصائل مسلحة تدعى بهيئة تحرير الشام وبعد اعلان وقف اطلاق النار في لبنان بالهجوم على الجيش السوري في حلب وادلب لتحريره من النظام السوري  ومن فصائل اخرى على ماتزعم وليتها هاجمت اسرائل او ساندت اهلها في غزة او في لبنان حين اشد ولا زال باس المعارك مستمرا وعلى قدم وساق لكنها اتخذت دور الكلب العضوض لاهله.
هذه الانقسامات والعيوب الاجتماعية العربية في الولاءات السياسية ماكانت لتحدث لو ان حقوق الاقلية مصونه قبل حقوق الاكثرية ،لو ان الاقلية او الاكثرية لاتتعسف فيى استخدام السلطة عندما تكون بيدها وتعطي الاخر حقوقه ولا تبخس او تجهل حقه في ممارسة معتقده او عاداته او تقاليده.
لقد بات لزاما على الانظمة العربية وكذلك على المصلحين الاجتماعيين فيها من تعريف ناشئتها وفي الكتب المدرسية والجامعية بالقوميات والاقليات الاخرى وبالطوائف والمعتقدات والاديان الموجودة ضمن مساحة اوطانها وضرورة احترامها كونهم اخوة في الوطن حتى تنشا الاجيال الجديدة معافاة من هذا التشرذم الوطني وحتى لاتقع في الاخطاء ذاتها، والى موضوع اخر.
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟