مجاشع التميمي
يعد انتشار الأخبار المضللة والزائفة مصدر قلق كبير لجميع أفراد المجتمع، بما في ذلك الحكومات وصناع السياسات والمنظمات والشركات والمواطنون، فالأخبار الكاذبة مصممة خصيصًا لزرع بذور عدم الثقة وزيادة المشكلات الاجتماعية والثقافية من خلال الترويج لها من قبل التيارات السياسية والإقليمية والدينية وهذا ما يحصل سنويا بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان في قضية الموازنة الاتحادية.
لست متخصصا بالأمور المالية ولست طوباوياً واعلم ان في العراق كل شيء افسدته السياسة وأن الأمور تتم وفق مبدأ التوافق، لكن الذي اخشاه هي الاخبار التي تثير الفتنة والاحقاد بين أبناء البلد الواحد وخاصة في قضية الادعاء باستحواذ الكرد على حصة اهل الجنوب، لذلك طلبت نسخة من جداول موازنة ٢٠٢٤ لمعرفة حجم الاموال المخصصة لإقليم كردستان تبين مجموع ما تم تخصيصه من موازنة استثمارية للمحافظات (41.524) ترليون دينار، وان مجموع ما تم تخصيصه لإقليم كردستان في الانفاق الاستثماري بلغ (4.875) ترليون دينار.
واعتقد ان بعض النواب والمدونين أخطأوا بالمقارنة التي جرت في الإعلام لأنها جرت بين تخصيصات تنمية الاقاليم للمحافظات، وبين مجمل الانفاق الاستثماري للإقليم، وهنا يكمن التضليل والمراوغة لأنه يجب ان تجري المقارنة بين مجمل الانفاق الاستثماري للمحافظات المتأتي من الانفاق الاستثماري للوزارات والذي يصل الى (41.524) ترليون دينار، وما تم تخصيصه من مجمل الانفاق الاستثماري للإقليم البالغ (4.875) ترليون دينار.
كما ان تزييف الحقائق جرى حينما قال البعض من النواب عن الموازنة الاستثمارية دون التطرق الى مشاريع الوزارات التي بلغت (38.421) ترليون دينار، والتي تنفذ في المحافظات عدا إقليم كردستان، وقد تم إهمال هذه الارقام بطريقة متعمدة ومقصودة وكأن هذه الاموال ستنفق على دولة اخرى! في حين ان مشاريع الوزارات موزعة على المحافظات الـ 15 بمختلف المجالات الخدمية والتنموية.
أخيرا، وبحسب التصنيفات فأن هذا النوع من الاخبار الزائفة يسمى بالمضمون المضلل Misleading Content ويستخدم كاتبه او المتحدث به هنا معلومات حقيقية وصحيحة ولكن يفسر القضية بشكل مختلف عن الواقع بحيث تظهر للجمهور كما يريد الكاتب او المتحدث ويتفق مع هدفه ووجهة نظره.