مداهمة مكتب الجزيرة في الاراضي المحتلة (فعل اجرامي وقرار مشين)
2024/05/07
132
الدكتور نجم القصاب
ان العالم يترقب الاخبار على مدار الساعة وبالأخص اخبار "غزة " وما يفعله الكيان الاسرائيلي المحتل من مجازر يندب لها الضمير العالمي والانسانية جمعاء , ويسعى للاطلاع على ما يجري على مسرح العمليات وما يدور فيه من احداث واسرار, وكانت " قناة الجزيرة " أمينة بنقل تلك الاحداث, صادقة بتصويرها على شكلها الحقيقي الدائر , فأنها قد تكون قامت بواجباتها المفروضة واصبحت اهلاً لإنجاز رسالتها في هذه الاحداث , وقد تم وقف عمل شبكة الجزيرة ومداهمة مكاتبها في القدس المحتلة والجولان السورية ما عدا الضفة الغربية , واتهمت " اسرائيل " الشبكة بتحريضها على ما يسمى بـ " الامن القومي الاسرائيلي " , ونسي ان الكيان الصهيوني الغاصب قد استهدف استهدافاً مباشراً الصحفيين الذين فقدوا ارواحهم من اجل تأدية رسالتهم وايصال صوت الفلسطينيين , لتصل قصصهم الحزينة بكل جوانبها الى العالم , وقد استشهد بواسل الصحافة والاعلام ,كـ " شيرين ابو عاقلة , ثامر ابو دقة ,عائلة وائل الدحدوح , وعائلة ايمن الشرافي " , كل هؤلاء فقدوا ارواحهم من اجل تلك الرسالة الصحفية الخالدة , ونددت شبكة الجزيرة في بيان لها بقرار "اسرائيل " ووصفته بانه فعل اجرامي خطير ومسيّس ,وهذا ما ذكره مدير مكتبها محمد المعوض على قناة "سكاي نيوز عربية " التي أنصفت قناة الجزيرة رغم القطيعة المعروفة بينهما لدى الجميع , ولكن للحقيقة والتاريخ فقد قامت "قناة سكاي نيوز عربية " بواجبها الاخلاقي لشرف المهنة الاعلامي عبر نواياها الحسنة تجاه دولة قطر الشقيقة وشبكتها الجزيرة , رغم الجفاء والعداء لها من قبل قناة الجزيرة الاخبارية , ولو افترضنا جدلاً بان " قناة "سكاي نيوز" قد وقعت بنفس ما تعرضت له "الجزيرة " لما ادت " الجزيرة " واجبها بالشكل نفسه , وهذا موقف صادق وشجاع يشار له بالبنان ويسجله التاريخ عبر الاجيال باعتبار ان ادارة " قناة سكاي نيوز عربية " ادارة حكيمة ومتفهمة لمسرح الاحداث وانصاف "الجزيرة " في قول الحق , ويعتبر هذا الموقف , موقف اعلامي سياسي ناجح بامتياز , وانه خطوة جريئة لا نريده ان يمر مرور الكرام , ليس من باب المدح والعطف او غيره , ولكن لتبيان الحقيقة ناصعة مثل ماهي , واثارة الموضوع على مستوى وسائل الاعلام "المرئية و المقروءة والمسموعة " ضمن ما يدور لتلك الساعات على القنوات الفضائية , واعتبار تلك الاحداث هي قضية الساعة وانها قضية " رأي عام " , باعتبار ان الجمهور يريد ان تكون بينه وبين تلك الاحداث صلة روحية اساسها تفهم آراء الخبراء والمحللين في المجالات السياسية , وانسياق افكارهم انسياقاً منسجماً , بحيث تجعله يشعر وهو يتابع تلك الاحداث لينير لنا الطريق ويكشف حقائق قد تغرب عن بال الكثير , او قد لا تجيء على باله مطلقاً .