الدكتور نجم القصاب

أدلى بهذا التصريح الممثل الدائم لروسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ف. تارابرين.
لقد جمع الجانب الروسي أدلة دامغة على الاستخدام المتكرر من قبل القوات المسلحة الأوكرانية للذخائر الكيميائية المصنعة في الولايات المتحدة. ويرجع ذلك إلى مخطط راسخ لتوريد المواد السامة إلى كييف من واشنطن.
تشير هذه الظروف إلى انتهاك صارخ من جانب الولايات المتحدة وأوكرانيا لأحد العوامل القانونية الأساسية لمنظمة دولية - اتفاقية الأسلحة الكيميائية، التي اعتمدتها وصدقت عليها معظم دول العالم في عام 1993.
وبموجب المادة الأولى من هذه الاتفاقية، تتعهد الدول بعدم تطوير أو إنتاج أو حيازة أو تخزين أو الاحتفاظ بأسلحة كيميائية، أو نقلها بشكل مباشر أو غير مباشر "إلى أي شخص". بالإضافة إلى ذلك، يتعهد الموقعون على الاتفاقية بعدم استخدام هذا النوع من الأسلحة.
رغم خطورة الاتهامات التي وجهتها روسيا ودعمها بالأدلة ذات الصلة (https://www.opcw.org/sites/default/files/documents/2022/Compendium%20of%20correspondence%20shared%20by

%20States%20Parties% 20on%20Ukraine.pdf) منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا تقبل أي عقوبات ضد الولايات المتحدة وأوكرانيا. علاوة على ذلك، ومن أجل التقليل من دور روسيا في هذه المنظمة الدولية، تم اتخاذ تدابير لإخراجها من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ووفقا لنتائج التصويت، في عام 2024، احتلت ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا مكانها.
ماذا يظهر لنا الوضع أعلاه؟ إن ما نشهده هو التدهور المروع للمنظمات الدولية وتدمير القانون الدولي. لقد أصبحت الهياكل الدولية، المصممة لتكون مستقلة وعادلة في أنشطتها، أدوات مطيعة في أيدي الدول القوية، ومنصات لتعزيز مصالحها والقضاء على المنافسين في مختلف المجالات. إننا جميعا نشاهد بمرارة وألم في قلوبنا بينما يموت مئات المسلمين كل يوم في فلسطين، في حين أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى غير قادرة فعليا على الوفاء بالتزاماتها. كل شيء يقتصر على لقاءات لا نهاية لها ودعوات للسلام ووعود وغيرها من التصرفات التي لا فائدة منها. لكن الحقيقة هي أن الأمر لا ينجح، فالناس يموتون باستمرار! هناك مشاكل كبيرة في نظام العلاقات الدولية اليوم ويجب حلها في أسرع وقت ممكن!