مع قرب شهر رمضان.....تحديات دقيقة تواجه السوق العراقية
2024/02/18
 
140

معتز خليل 
مع حضوري إلى لندن اكتشف الكثير من المنتجات العراقية المتميزة ، بداية من المخبوزات وعلى رأسها الخبز الصمون والتوابل والأرز العراقي المتميز ، ورغم وصولي إلى لندن وانا بعمر ٤٣ عاما ، رلا أنني اكتشفت عظمه هذه المنتجات التي تعرضها الجالية العراقية الكبيرة هنا في العاصمة البريطانية. 
صراحة فإن السوق العراقي ذكي ، ويعشق دوما الجديد والطعام الشهي والطازج ، ومن هنا لاحظت ومع متابعة الكثير من المنصات الاجتماعية مطالب عراقية بالتخلي والتخلص عن بعض المنتجات القادمة من إيران أو من بعض دول الخليج والتي لها بديل في السوق العراقي ، بداية من الملابس وحتى الطعام. 
صحيح أن العراق المترامي والعظيم يستوعب الكثير من المنتجات ، والسوق يستوعب المزيد من منتجات التصدير ، ولكن لا يمكن وبأي حال من الأحوال نسيان عاملين مهمين: 
1- أن دعوات التخلص مكن المنتجات الإيرانية والمنتجات الأجنبية في السوق العراقي جاءت وفقا للكثير من المتغيرات التي تعيشها العراق داخليا 
2- أن العراق بالفعل ورغم ما يعيشه من أزمات لا يزال قادرا على تحقيق الاكتفاء الذاتي من مختلف المنتجات ، صحيح أن هناك عجز في بعض المواقع ، ولكن في النهاية تظل العراق عامرة وذاخرة بالخير 
ومع كل هذا فإنني لاحظت أن السياسة تسير بدم كل مواطن عراقي ، وهذا ما دفع بعدد من الأصدقاء العراقيين لإبلاغي صراحة أن الكثير من المنتجات المستوردة من إيران تحديدا تأتي في ظل العلاقات التي تربط بعض من العراقيين بالإيرانيين ومنح التسهيلات لهم، وهو ما جعل البضائع الإيرانية تغزو السوق، وهناك مزاعم تشير إلى أن غالبية البضائع في محافظتي كربلاء والنجف (جنوبي العراق) إيرانية.
وقد نقلت بعض من المواقع الأخبارية عن فتح الله كرمنشاهي رئيسة منظمة تنمية التجارة الإيرانية كيومارز إن العراق يستقبل 72% من مجموع الصادرات الإيرانية التجارية الخارجية، ويحتل المرتبة الأولى كأكبر مستورد للبضائع المحلية الإيرانية.
ويوجد في العراق ما يقارب نصف مليون سيارة إيرانية استوردتها وزارة التجارة، ويشكو الكثير من المواطنين من ضعفها.
وفي ذروة هذا يمكن الإشارة إلى تصاعد حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران في الفترة الأخيرة، وتجاوز 169 مليار دولار، لكن مختصين يؤكدون أن العلاقة ليست تبادلية، وإنما إيران هي التي تفرض سيطرتها على هذا الجانب.
ومهما كان الأمر أو الاستنتاج ، فإن السوق العراقية ومن وجهة نظري متميزة ، صحيح أن الكثير من العراقيين يشكون الغلاء أو الأزمات الاقتصادية ، ولكن في النهاية تظل بلاد الرافدين مباركة منحها الله الكثير لكي تكون بالفعل دولة عظيمه ، وتنحدر من أصول تاريخية كبيرة ، وهو ما يجعلها دوما رقما مهما في حجم التجارة العربية الإقليمية بالشرق الأوسط .
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟