السعودية : الحفيد يستنسخ استراتيجية الجد ويحاول فرضها سوراً وسلاما!

2023/10/03

148
بقلم : سمير عبيد
#هكذا خططوا ل محمد بن سلمان !
هنا لستُ من الذين يتملقون للحاكم .ولم يُعرف عني ذلك. ولكني بطبعي أميل لقول الحقيقة وان كانت موجعة للبعض ،ومربكة للبعض الآخر.هناك قاعدة إجتماعية ثابتة وهي "يبقى الانسان أبن بيئته". ولا يمكن لأي قوة خصم ان تُغير صورته وتشوهها أو تقدمه للرأي العام أنه دون المستوى المطلوب ،وحتى وان نجح الخصوم بهذا سوف يكون نجاحهم وقتي وبعدها تتبين الحقيقة .وكذلك لا يمكن ان تقدمه الجهات المستفيدة السوبر الخارق والعابر لزمانه وابن النسب والجاه .. الخ وبعدها ايضا تتبين الحقيقة .فولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ليس أمير صدفة، وليس قائد صدفه، وليس شاب متهور بلا خبرة مثلما قدمهُ ويقدمه خصومه واعداء بلده .ومثلما حاول بعض القادة الخليجيين ايهام الرأي العام بأن الامير محمد بلا خبرة ويمكن توريطه بنزاعات جانبية . بل هو سلسل اسرة ملكيّة، وعاش وترعرع وسط أسرة حكم وقيادة وقرار وادارة . وبالتالي لم ينجح خصومه وخصوم السعودية من جعله بموقع الخليفة المتوكل بن المعتصم بن الرشيد، عاشر الخلفاء العباسيين، والذي كان بداية دور ضعف الخلافة العباسية، الذي انتهى بسقوطها على أيدي المغول.بحيث كانت هناك مخططات وأمنيات داخلية وخليجية واقليمية وحتى دولية ليكون الامير محمد بن سلمان هو المتوكل السعودي. اي حاولوا جعل الظروف المحيطة بالامير محمد بن سلمان تشبه حقبة تلخليفة المتوكل اللي أتسمت بتوترات انتهت بمقتله على يد عسكره في 11 ديسمبر/كانون الأول عام 861 م، ليكون أول خلفية عباسي يموت اغتيالا.
#الأمير على خطى جده الملك !
١-جميعنا نعرف أن مؤسس المملكة العربية السعودية هو الملك السعودي الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وهو الحاكم الرابع عشر من أسرة آل سعود. وكان يُعرف بالبراغماتية والمناورة والشجاعة وحسن التفاوض والاتفاق .وان هذا الملك الذكي هو مهندس اتفاق " كوينسي" عندما تم التوصل إليه في 14 فبراير 1945 وذلك على متن طراد يو أس أس كوينسي (CA-71)، وذلك بين الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت العائد من مؤتمر يالطا. وكان من المقرر أن يدوم هذا الاتفاق 60 سنة، ولكن تم تجديد محتوى اتفاقياته لنفس المدة في 2005 من قبل الرئيس جورج دبليو بوش. وأهم ما جاء في هذا الاتفاق هو توفير الولايات المتحدة الحماية اللا مشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة.
٢-واليوم يحاول الامير محمد بن سلمان ان ينهج نهج جده الملك عبد العزيز آل سعود من خلال استغلال ضعف وحاجة الولايات المتحدة للسعودية والطاقة بعد ان صعد بوجهها محور جديد بقيادة الصين وروسيا ودول اخرى ليفرض شروط جديدة وتعديل في نوع الحماية. بحيث وبذكاء جعل اسرائيل تتوسل امريكا بأن توافق على شروط الرياض والامير بن سلمان مقابل التطبيع بين السعودية واسرائيل ولهذا فالامير بن سلمان غير متعجّل على التطبيع مع اسرائيل اطلاقا . فالامير بن سلمان لديه رغبة ان تكون بلاده السعودية محطة خطوط الطاقة وعاصمة اللقاءات والاتفاقيات بين الشمال والجنوب في الحرب الباردة الجديدة وفي تشكيل العالم الجديد ( وهذا الدور يفترض للعراق ولكن العراق بلد بلا قيادة وبلا تخطيط وبلا استراتيجيات )
٣- من جانب آخر نجح الامير محمد بن سلمان من الذهاب الى الصين وروسيا ونسج معهما اعلى العلاقات الاستراتيجية في مجال الاقتصاد والطاقة والممرات المستقبلية ( ودون ان يكترث لاعتراض الولايات المتحدة) لا بل وبمناورة من الأمير الشاب محمد بن سلمان نجح بتذويب الجليد واسقاط العداء مع ايران وبتسهيل من جانب العراق وتحديدا من السيد مصطفى الكاظمي وحكومته( بحيث ٢٠ سنة وحلفاء ايران في حكم العراق و لم ينجحوا باذابة متر واحد من الجليد ) ثم انتقل الى الوساطة الصينية ورغبة روسية ( وايضا كانت تحدي لرغبات واشنطن ) ولكنه مضى في اعادة الثقة والعلاقة مع ايران وحتى النهاية ..
٤-لا بل ذهب بعيداً جداً وعندما درس قضية في غاية الاهمية وهي ( ايقاف تصدير الريال السعودي مجاناً الى دبي ولبنان وتركيا وشرق اسيا والبحرين من خلال السياح السعوديين)فأسس لمشروع تحويل السعودية الى بلد سياحي وبلد مسابقات عالمية وبلد جاذب للمبدعين في الفن والموسيقى والاكتشافات المختلفة .وبالفعل نجح بذلك بوقت قياسي جدا بحيث وجه ضربة اقتصادية وسياحية لدول ورطته بحرب في اليمن وكانت تخطط بجعلهِ المتوكل السعودي الذي ينهي حكم ال سعود والعائلة السعودية !.
#مناورة الأمير صوب العراق !
لا بل وبمناورة ذكية جدا صوب العراق الذي تتسم علاقته بالسعودية ( القلقة تاريخياً) بحكم العامل الطائفي " الشيعي" ،وبحكم الخوف السعودي من عبور المدارس السياسية والفكرية الحديثة الى السعودية ذات الطابع القبلي والديني . وحال ماوجد رئيس حكومة عراقي غير طائفي وليبرالي وهو السيد ( مصطفى الكاظمي ) أنفتح عليه الامير بن سلمان ليرسل رسالة تاريخية الى العراق والعراقيين. خصوصا عندما كان طرح السيد الكاظمي أمام الأمير محمد بن سلمان طرحاً شجاعاً وصريحاً عندما قال له ( سمو الأمير هناك قبالتكم ١٨ مليون شيعي عربي ومن اصول عربية من الجزيرة وعلى حدود معكم من اصل اكثر من ٢٥ مليون شيعي في العراق. هل يشيلون؟ الجواب كلا ..وهل تشيل السعودية؟ الجواب كلا ..وهل يباد هؤلاء ال ١٨ مليون ايضا غير ممكن ؟ فأذن لماذا يتخلى عنهم أشقائهم واخوانهم وابناء عمومتهم واتصال نسبهم ويجعلوهم عرضة للاختراق ؟ فالحكمة تقول أكسبوهم لا سيما وان اغلبهم من قبائل " طي ، وشمر ، وعنزة ، وبني أسد ، وبني شيبان … الخ"، فلماذا تلعب بمصيرهم دول ليست عربية ؟ ) وهنا كان الامير محمد بن سلمان متلهف لسماع هذا الطرح. واعطى تعليماته وتوجيهاته مباشرة بتعليق العامل الطائفي والمذهبي بالتعامل مع العراق وخصوصا مع الشيعة العرب في العراق. وانفتح على اثرها السعوديون وبخطوات واسعة. ولكن تكالبت القوى الطائفية في العراق والقوى التي قبلت لتصبح توابع وادوات لجهات خارجية لا تحب العرب ولا تحب العروبة ولا تحب عودة العراق للحاضنة العربية وخصوصا السعودية. فتآمروا على السيد الكاظمي واسقطوه بهدف اسقاط الانفتاح السعودي على العراق لا بل شوهوا سمعته وسمعة مساعديه ولازالوا يحملونه سرقات وفساد 20 سنة والرجل لم يحكم الا سنة ونصف وترك ٩٠ مليار دولار في الخزينة العراقية مع ١٢٤ طن ذهب( هذه حقائق وليزعل من يزعل ) !
نكتفي بهذا القدر !
وللحديث بقية !
سمير عبيد
٣ أكتوبر ٢٠٢٣