حذاري :معارك اقليمية اقتصادية تَتَحضّر .. و ساحتها العراق !
2023/06/01
 
3690

بقلم : سمير عبيد
#تمهيد :
نحن هنا نستخدم مبضع التحليل السياسي والاستراتيجي.ولسنا طرفا بالولاء للدولة سين والدولة صاد . فالحياد عند التحليل مهنية ومصداقية .فعلينا ان نُثبّتْ نقطة مهمة جدا وهي أنه ( لا توجد دولة في المنطقة والعالم جمعية خيرية سواء كانت شقيقة أو صديقة أو جارة) فجميع الدول تفتش عن مصالحها. وغبي وعميل من يترك الولاء لوطنه ،ويذهب ليعطي الولاء لدولة أخرى !
#أولا :
*أ:-يعتبر الايرانيون أذكى الساسة والقادة في منطقتنا عند التفتيش عن مصالح بلدهم. ولديهم طرق ذكية جدا بالانتشار وصنع الجسور والعلاقات مع أشخاص وجماعات وشرائح داخل الدول لاستخدامهم مجسات لهم في تلك الدول واحيانا دون ان يشعروا بهذا (وهذه شطارة). وعندما سارعوا لوضع الخلافات والاختلافات بوجهات النظر مع السعودية والدول العربية على الرف والذهاب للتنازل والحوار والتلاقي كان ذكاء منهم للتخلص من استراتيجية خنقهم وتركيعهم ونشر الفوضى داخل بلدهم من قبل امريكا والغرب واسرائيل.فسارعوا للصين لتشرف على عودة العلاقات بين طهران والرياض بدعم روسي مقابل دعم الدعم الايراني لسوريا لتعود الى الحضن العربي. ومباشرة كلفت طهران سلطنة عُمان لترطيب الاجواء مع مصر وكذلك مع الأردن. ورفع يدها اي ايران عن لبنان والعراق واليمن وسوريا ( كل هذا كان ضربة موجعة لواشنطن واسرائيل والغرب) . وهذه هي البراغماتية الايرانية المعروفة عند الشعور بالخطر !
*ب:-ولكن مع ذلك لم تنسى ايران مصالحها في العراق على سبيل المثال . فصحيح هي رفعت يدها عن كثير من حلفاءها القدامى في العراق خصوصا الدين قبلوا  أخيراً ان يكونوا ( تلاميذ روضة عند السفيرة الاميركية في العراق رومانسكي) والتي هي سفيرة إسرائيل في العراق  ايضا "ان صح التعبير "
*ج:-ولكن ايران وحال ما رفعت يدها عن حلفاءها  في العراق والذين صاروا ايتاما عند السفيرة الاميركية بدأت  هي بمشروع جديد في العراق  وهو " اقتصادي نخبوي" لتبقى تحافظ على مصالحها بالعراق. وهذا ذكاء من ايران (بل كنا نطالب به طيلة العشرين سنة الماضية وكان الايرانيون لا يسمعونا ).وفي نفس الوقت عينها على الاقتصاد الدسم  والمغري جدا في العراق ولن تتنازل بسهولة عن ذلك ( فمثلا هناك امتعاض  ايراني عالي المستوى من الجانب العراقي لأن الاخير تفاهم مع شركة آرامكو السعودية للأستكشاف عن النفط والغاز في الانبار وخصوصا في حقل "عكاز" النفطي ).وان هذا الموضوع في طريقه ليفجر خلافات ليست بسيطة بين العراق وايران .خصوصا وان الصيف على الابواب وسوف تستغله ايران كورقة ضغط على العراق بموضوع الغاز الايراني !
#ثانيا:
لهذا فايران تتحرك بتحركات استباقيه في المنطقة الشمالية من العراق خصوصا بعد فوز الرئيس التركي اردوغان وولادة ( سلطان عثماني جديد ) لكي لا تفقد نفوذها واوراقها. وتحرك ايران في شمال العراق هو لقطع الطريق على خط انابيب الغاز البديل للغاز الروسي والذي سيمتد من دولة قطر عبر البحر والعراق ووصوله الى تركيا ( والتي كتبت عنها دراسة قبل سنوات واسميتها استراتيجية الخط المستقيم ) . ايران دولة براغماتية وتفتش عن مصلحتها مهما كانت التنازلات والالتفافات .ولهذا 
تريد  ايران التملق لروسيا لأن الاخيرة اصبحت مرضعتها ،وايضاً للحصول حصة من تصدير الغاز الايراني لاوربا!!. وهذا الذكاء الايراني لم يتعلم منه حلفاء ايران في العراق ولا حتى ١٪؜ لكي يفيدوا بلدهم العراق بل كانوا ولازالوا عبء على العراق كدولة وشعب!
#ثالثا :
*أ:-تعتبر ايران شريك مع دولة قطر في منابع الغاز في الخليج العربي .وتعتبر واحده من اكبر المنتجين للغاز في العالم بعد روسيا .وكل ما فعلته في سوريا وعدم التخلي عن العراق هو حلمها في مد انابيب لغازها عبر العراق وسوريا لبيعه لاوربا.ولكن دوماً هنالك مصاعب  ومصدات تضعها الولايات المتحدة في طريق الحلم الايراني .
*ب:-وعندما جاء الاتفاق على القناة الجافة  في العراق والتي منها ومن خلالها يُفترض أن تُمد انابيب غاز من قطر عبر البحر وعبر العراق الى تركيا لتصدره لاوربا بعد زيارة  السيد السوداني لتركيا واجتماعه مع اردوغان. جن جنون ايران  واعتبرته ضربة اقتصادية لإيران ومحاولة لإخراج ايران صفر اليدين من العراق. ولهذا تحركت  ايران عسكرياً اخيرا في شمال العراق ولعبت دورا خفيا في فراق وابتعاد السليمانية عن أربيل للضغط او اشعال حرب لجعل المنطقة غير آمنه .
ج:- فإيران دولة ليست سهلة على الإطلاق وغير مستعدة على الاطلاق للتراجع عن نجاحاتها الاقليمية وحتى وان ضحت بحلفائها .لا سيما وان ايران قد استعملت العراق وطيلة عشرين عاما مصد وبؤرة ازمات بوجه الولايات المتحدة لكي لا تصل الاخيرة الى ايران . لا بل استفادت ايران من تنظيمات القاعدة التي تسللت للعراق لضرب الاميركان واستفادت من المقاومة العراقية ضد الاميركان في اوقات كثيرة . 
د:- فإيران وعندما تشعر بالخطر الحقيقي من العراق وفي العراق سوف تستفيد من تواجد قادة تنظيم القاعدة في اراضيها ،وقادة التنظيمات الاخرى في اراضيها مثل ( تنظيم خراسان ) والتي تكره واشنطن والغرب  وسوف تزج بها في شمال العراق ومناطق اخرى لفرض اراداتها في العراق .ومن ثم  فرض مساومة على تهدئة طالبان التي صعّدت اخيرا ضد ايران حول حصة ايران من من المياه (نهر هلمند)الذي يمر بافغانستان. وان 
الامريكان يعرفون هذه الخطوات وتركيا ايضاً. اما بريطانيا فهي تتابع الخطوات الايرانية أول باول .
#رابعا :
نحن نعرف ولدينا معلومات ان بريطانيا تراقب وبشدة التحركات الايرانية والتركية في العراق الذي تعتبره تركتها الخاصة .ولن تسمح  بريطانيا بالعبث في منطقة الثروات الشمالية " كركوك وضواحيها" وكذلك لن تسمح  بريطانيا بالعبث في منطقة الثروات الجنوبية "البصرة وضواحيها" .وجاء زيادة بالضغط الذي تعاني منه ايران .لا سيما وان ملف البصرة  ومستقبلها وعلاقتها بخط الحرير الجديد قد تفاهمت حوله بريطانيا مع الصين من وراء ظهر ايران وروسيا والعراق .ولتسكت الألسن التي تهذي حول الاتفاقية الصينية ومشروع الحرير !.وصدق وزير النقل العراقي عندما قال اخيرا ( لا يوجد مشروع حرير ولا مشروع صوف)!
#خامسا ..
 *فالسؤال الكبير :
١-هل ستبدا الحرب الاقليميه من شمال العراق بين تركيا وايران؟وتلحقها حرب اذربيجان وارمينيا وتركمانستان وبتحريض روسي صيني امريكي؟
لان جميع المؤشرات ان العالم ذاهب الى مستقبل حالك السواد. وهناك دول غير مستعدة للتنازل عن نفوذها وباتت تتحضر عسكريا واستخباريا وتسليحيا لما هو آت!
٢-ماهي استعدادات العراق لصد هذه المخاطر التي باتت محدقة بالعراق ومن جميع الجهات ؟
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟