التشنيع على "السلة".. حدّث العاقل.. ؟
2023/05/11
 
314

أحمد عبد الواحد الدلفي

إذا كثر نقادي بالحق والباطل، فاعلم انني على الطريق الصحيح، يقول ذلك الواثقون من أنفسهم وعملهم، فالعمل الصحيح يخلق الحساد والكارهين، فكيف إذا كان العمل الصحيح يفضح فساد الفاسدين وتلاعب المتلاعبين ولاسيما حين يتعلق الأمر بقوت الناس. مؤكد أنكم عرفتم من هم المقصودون ، وما هو الموضوع المعني. الأمر واضح، والمعني هم المشنعون على  السلة الغذائية ومفرداتها، المقولون حولها بما لا يعقل وما أنزل الله به من سلطان. الطريف أنهم مستمرون بالتشنيع رغم أن المواطن أكثر العارفين بمدى نجاح السلة الغذائية، من جميع النواحي، من انتظام التوزيع إلى دقة الفحص ومن جودة المنشأ إلى كفاية المفردات، من زيت ورز وطحين وشاي وسكر وغير ذلك. لماذا يبدو التشنيع سخيفا ومتهافتاً؟ لأنه أولاً مكشوف الدوافع، وثانياً، لأن المواطن يعرف إنه مزيف. 
آخر التشنيعات التي سمعنا بها أن بعض مفردات السلة منتهية الصلاحية وفاسدة. والواقع أن هذا الكلام فارغ ولا يراد به سوى التسقيط والابتزاز، وهناك أدلة على كونه مجرد تزييف تافه وغير ذي أثر. أهم الأدلة أنه لم يسمع حتى الآن شكوى رسمية من مجموعة مواطنين تعرضوا لتسمم بسبب انتهاء صلاحية الزيت أو المعجون مثلا، هل سجلت شكاوى رسمية بهذا الخصوص؟ الدليل الثاني أن مؤسسات وزارة الصحة لم تدون رسمياً أية حوادث من هذا القبيل. ولو كانت قد سجلت أية حادثة لما تركها الإعلام دون أن يقلب الدنيا رأسا على عقب بسببها. الدليل الثالث أن المواد تأتي من مناشئ عالمية معروفة ولا شيء يجري تحت الظلام، ووزارة التجارة، والشركة العامة لتجارة المواد الغذائية تنشر المعلومات بشكل يومي وبالتفاصيل الدقيقة عن أسماء الشركات العالمية التي تتعاقد معها والماركات التي تعتمدها، ومن الصعب تصديق أن هذه الشركات العالمية المرموقة تقامر بسمعتها وتبيع موادا منتهية الصلاحية أو متعفنة. بعبارة أخرى، كل ما مر ذكره يختصره قول العرب : حدث العاقل بما لا يُعقل، فإن صدق فلا عقل له. 
إنها تشنيعات، مجرد تشنيعات لا أكثر. 


الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟