بقلم القاضي المتقاعد

حسن حسين جواد الحميري..

لحسن حظ المجتمعات البشرية ان هناك مبدعون منجزون بنائون يسعون في توحيد الإنسانية و تقاربها والتاليف بينها وجعلها اكثر تقبلا وتفهما لبعضها واعمق اندماجا وانسجاما من خلال عمل هؤلاء المنجزون  في تماثل المقتنيات والادوات الحياتية كالتلفاز والهاتف المحمول والسيارة والطائرة وغيرها مما يساعد في سهولة التواصل بين بني البشر  وتبادلهم الثقافي والتجاري والعلمي بل بلغ الأمر لابعد من ذلك في سهولة فهم لغة المقابل من خلال ترجمة سريعة لكلام الطرف الآخر ان كان من قومية اخرى او من بقعة أخرى لها لغة مختلفة.. هؤلاء  المكتشفين والمخترعين هم الذين مهدوا وسيمهدون السبل لمزيد من التلاقي الإنساني بما يجعل العالم عائلة واحدة كبيرة وليس قرية فحسب.. كانت اللغة في البداية وسيلة  التواصل على المستوى  العائلي او المحلي  ومن ثم كان التعارف الاوسع  باكتشاف الكتابة  وتوسع التبادل  التجاري بين الاقوام  والامم كلها تعتبر رسل سلام من أجل توحيد بني الإنسان.. 
كان ولا زال إجبار الاقوام على الاتحاد عنوة وقوة وسيلة للنفور والتباعد وايقاض للشحناء والبغضاء والاقتتال والاساءة إلى النوع الإنساني من خلال نزيف الدم وبما يهدده بالاستمرار في الحياة على وجه هذا الكوكب..
لم يستطع الإسكندر المقدوني ولا من تلاه من كبار القادة المقاتلين والمشار إليهم بعين العظمة والاكبار على نطاق التاريخ العالمي كنابليون بونابرت من توحيد العالم بل على النقيض من ذلك زادوه أزمات وفرقة وتمرد وعصيان واراقة للدماء. كان  للشعر والنشر والحكمة والفنون باشكالها والتي هي حاجة انسانية أثر كبير في الماضي في الاطلاع على مالدى الشعوب  الأخرى من مهارات  وعادات  مستحسنة تم اعتمادها  وكانت جسرا للوحدة كما ان الحاجة لاستعمال المقتنيات الحديثة التي تيسر اسباب الحياة والتبادل التجاري والثقافي والعلمي هي سهلت  في التعجيل في هذا الانصهار المنتظر.. بل اخذ الإنسان كفرد او مجتمع يشعر بأهمية وجود الاخر البعيد من أجل إشباع حاجاته..
ان المزيد من المكتشفات المؤثرة سيؤدي إلى التعجيل في الاستقرار العالمي. من خلال وحدته الفكرية والحياتية وليس من خلال اتحادات بفعل  حروب يقوم بها قادة وجيوش وملوك مغامرين.. الوحدة العالمية ستتم وستنفذ طوعيا من خلال مايقدمة المبدعون لبنى جنسهم من أدوات ووسائل واساليب و افكار نهضوية ستحقق النماء والرخاء لابناء وطنهم وللانسانية جمعاء...